على غير العادة، لا يتحدث أمين بنهاشم، مدرب الوداد الرياضي، بلغة الأماني أو التصريحات الكلاسيكية التي تُطلق قبل المواجهات الكبيرة. هذه المرة، بدا الرجل أكثر واقعية، وأشد تمسكًا بعنصر “الروح القتالية” بدلًا من التباهي بالمهارات الفنية. فالموعد يقترب، والخصم هو مانشستر سيتي، أحد أقوى أندية العالم، والمواجهة في كأس العالم للأندية ليست نزهة.
في تصريحات اختارت الواقعية عنوانًا لها، قال بنهاشم إن المباراة تتطلب “أكثر من مجرد لعب كرة القدم”. الرجل يعرف حجم الخصم، ويعي أن فارق الإمكانيات والتجارب لا يُعوضه إلا القتال على كل كرة، والانضباط الدفاعي، واستحضار روح الجماعة.
التحضيرات مرت بثلاث مراحل، كما أوضح المدرب: انطلقت في المغرب لتشكيل نواة الفريق، ثم تواصلت في معسكر خاص للإعداد، والآن، نحن على أبواب لحظة الحقيقة. كل شيء تم وضعه في الحسبان، من تجهيز اللاعبين بدنيًا وذهنيًا، إلى رسم خطة تكتيكية تقلل من خطورة مانشستر سيتي وتمنح الوداد فرصة للبروز.
بنهاشم لم يخفِ مخاوفه من الإرهاق البدني الذي قد يُقلّص من جاهزية بعض لاعبيه، لكنه سارع للتذكير بأن الخصم، هو الآخر، قادم من موسم مرهق وطويل. عامل آخر يراهن عليه المدرب المغربي: الجماهير. “بالدعم الجماهيري يمكننا تحقيق نتائج مشرفة”، يقول بثقة، مدركًا أن شحنة المدرجات قد تصنع الفارق أمام آلة كروية مثل السيتي.
يُذكر أن اللقاء المرتقب سيُجرى يوم الأربعاء المقبل، على أرضية ملعب “لينكولن فينانشال فيلد” بمدينة فيلادلفيا الأمريكية، ابتداءً من الساعة الخامسة مساءً بتوقيت المغرب.
فهل تنجح كتيبة الوداد في كتابة فصل جديد من قصص التحدي الكروي العربي أمام عمالقة الكرة العالمية؟ الإجابة، في تسعين دقيقة من نار.