Site icon أشطاري 24 | Achtari 24 – جريدة الكترونية مغربية

الوعود الانتخابية لحكومة افتراضية

في علم الاجتماع السياسي يتم تعرف البرنامج الانتخابي بأنه قاعدة “المحاسبة الجماهيرية”. بمعنى عندما تنتهي ولايتك الانتخابية يحاسبك الناخبون على ما قدمت من وعود. الحساب يتضمن تقديم المنجزات وتبرير عدم إنجاز الباقي. أي عمل بخلاف ذلك هو خارج البرنامج الانتخابي. وهو ما يسمى “الوعود الانتخابية”.
كان الوعد الانتخابي عهدا بين المرشح والناخب، واصبح الوعد الانتخابي مجرد “طعم الصنارة” الذي يصطادون به الأصوات، وكأن من يصوت ليس مواطنا؟
رئيس الحكومة الحالية نال الكثير من الأصوات عن طريق الوعود الانتخابية. من الطبيعي بعد سنوات قاسية أن من يفتح كوة يدخل منها الضوء يعتبر ملاكا. لكن بعد ذلك جرت الرياح بما لا تشتهيه سفن المواطنين وبما تشتهيه سفن “تجمع المصالح الكبرى”.
قال المغاربة ويقولون “اللي قرصو الحنش كيخاف من الشريط (القنب المفتولة)”.
رئيس الحكومة الذي أخلف كل وعوده السابقة، اطلق اليوم وعودا جديدة لما يسمى “حكومة المونديال”.
الوعود التي عاد إليها رئيس الحكومة بصفته رئيس حزب التجمع الوطني للأحرار هي وعود فلكية، فاقت ما قدمه في الانتخابات التي مهدت للولاية الحالية، خصوصا ما يتعلق بتحسين الأجور، ورفع الحد الأدنى للأجر، لكن مع ممارسة نوع من التلبيس يتعلق بمتوسط صاف الأجر، الذي سيفوق 10 آلاف درهم. دعكم من متوسط الأجر وقولوا للشعب ماذا ستقدمون حقيقة؟ فالمتوسط يعني الأعلى والأدنى مقسومين على إثنين.
ليس في السياسة ثقة في هذا الطرف أو ذاك، والسياسة هي حساب ومحاسبة. لكن من يحاسب على الوعود الانتخابية؟ إنه المواطن الناخب. يقولون إن الأخلاق غير موجودة في السياسة. وهذه عبارة مغالطة لأن الأخلاق ليست مفاهيم مجردة ولكنها تعرف بالتجربة الاجتماعية.
يمكن القول اليوم إن وعود عزيز أخنوش غير حقيقية وغير صادقة ليس لأننا نعلم الغيب ولكن لأننا جربناه خلال ولاية كاملة أطلق خلالها وعودا كثيرة لم ينفذ منها أي وعد باستثناء “إعادة التربية للمغاربة”.
ما زال المغاربة يتذكرون جيدا أن قياديا في الحزب الأغلبي وقبيل الانتخابات، قال إذا لم يصبح أجر “الأستاذ” هو “كذا وكذا” اضربونا بالحجر. اقتربت الولاية من نهايتها ولم ينفذ من ذلك عشره. لما تم تذكيره بذلك قال: إيوا تسناو راه مازال ما سالات الولاية. كيف سيطبق ذلك؟ الله أعلم.
في المرة السابقة خرج حزب التجمع الوطني للأحرار من جبة الأغلبية، وبدل تحمل مسؤولياته في الشراكة مع حزب العدالة والتنمية مارس معارضة على مقربة من نهاية عمر الحكومة، التي كان يحظى فيها بوزارات مهمة. ولما تم الاستشكال عليه حول وجوده ولماذا لم ينفذ هذه الوعود وهو في الحكومة، كان الجواب: أنهم لم يكونوا يقودوا الحكومة.
ماذا سيقول الحزب الأغلبي اليوم وقد قاد الحكومة إلى درجة أن أحزاب الأغلبية الأخرى تتأفف من سطوته وانفراده بالقرارات؟ لماذا لم ينفذ الوعود وهو يقود الحكومة؟ هل ينوي أن تكون “حكومة المونديال” له لوحده؟

Exit mobile version