Site icon أشطاري 24 | Achtari 24 – جريدة الكترونية مغربية

انضمام “صحراويون من أجل السلام” يثير توتراً داخل البوليساريو ويعيد الجدل حول التعددية

شهدت الساحة السياسية الصحراوية خلال الأيام الأخيرة تفاعلات متسارعة بعد إعلان انضمام حركة “صحراويون من أجل السلام” إلى منظمة الأممية الاشتراكية بصفة عضو مراقب، وهي خطوة أثارت ردود فعل غاضبة من جبهة البوليساريو.

 

وفي رسالة وجهتها إلى المنظمة الدولية، عبّرت البوليساريو عن رفضها الشديد لهذا الانضمام، معتبرة الخطوة تهديداً لخطابها التقليدي القائم على تمثيل حصري للصحراويين. ووصفت أوساط مطلعة موقف الجبهة بأنه يعكس ضيقاً في الأفق السياسي ورفضاً لمبدأ التعددية داخل الجسم الصحراوي.

 

من جهتها، اعتبرت حركة “صحراويون من أجل السلام” أن هذه الهجمة تعكس حالة من “الهستيريا السياسية”، معتبرة أن البوليساريو غير قادرة على التعايش مع أي صوت صحراوي مستقل يحمل رؤية بديلة لتسوية النزاع. وأكدت الحركة أن مشاركتها في قمة مجلس النساء الاشتراكيات، خاصة من خلال تمثيل نسائي بارز، أثارت قلقاً متزايداً لدى قيادة البوليساريو من اتساع دائرة الاعتراف الدولي بالحركة.

 

وفي تصريحات أدلى بها سيدي اسباعي، رئيس شبيبة “صحراويون من أجل السلام”، أكد أن الاتهامات التي وجهتها الجبهة للحركة، ووصْفها بأنها “واجهة استخباراتية”، لا تستند إلى أي دليل، وتندرج ضمن “حملات التشويه المعتادة” التي تُطلقها الجبهة تجاه كل مبادرة صحراوية مستقلة.

 

وشدد اسباعي على أن حركتهم تنظيم سياسي مستقل لا تربطه أي تبعية لأي جهة، ويسعى إلى إنهاء معاناة الصحراويين داخل المخيمات وخارجها، في إطار مشروع سلمي يقوم على الحوار والتعددية. وأضاف أن انخراط الحركة في محافل دولية، مثل منظمة الأممية الاشتراكية، يوفر فضاء جديداً للترافع السياسي والدبلوماسي بعيداً عن خطاب الإقصاء والهيمنة.

 

كما ندد المتحدث بلجوء بعض قيادات البوليساريو إلى مقالات قديمة في الصحافة الإسبانية لتشويه صورة الحركة، معتبراً أن مثل هذه الممارسات لا يمكن أن تحجب واقع التغير السياسي الجاري في صفوف الصحراويين.

 

وتُعدّ هذه التطورات مؤشراً جديداً على احتدام النقاش داخل الأوساط الصحراوية حول مستقبل التمثيلية السياسية وضرورة الانفتاح على أصوات ومبادرات بديلة تتبنى منطق الحوار والتوافق بدلاً من الاصطفاف والاحتكار.

 

Exit mobile version