بات الانقسام هو السمة التي يتصف بها “الحوار” المشترك بين طرف من الحكومة من جهة، والفاعلين في قطاع المواشي واللحوم الحمراء من جهة ثانية، وهو انقسام يفسره ما دهب إليه، الأسبوع الأخير، حزب الأصالة والمعاصرة، أحد الأحزاب الثلاثة المؤثثة للأغلبية الحكومية، من مطالبة صريحة إلى إلغاء الإعفاء الضريبي المتعلق باستيراد المواشي، وفي مقدمتها أغنام الأضاحي وأبقار اللحوم الحمراء، ودلك من اجل خفض أسعار اللحوم في الأسواق المغربية. البام برر موقفه بأن تدبير إعفاء الاستيراد من الضرائب لم يعط النتائج المتوخاة منه، وفي مقدمتها ضمان أسعار للحوم الحمراء في متناول المواطن/ المستهلك، تزامنا مع قرار إلغاء ذبح الأضاحي، لمناسبة عيد الأضحى. وشدد البام في موقفه بالتاكيد على انه بالرغم من قرار إلغاء الذبح فإن أسعار اللحوم الحمراء وأسعار الأغنام استمرت في الارتفاع.
المهنيون، وعلى رأسهم القطاع الإنتاجي للحوم الحمراء الدين لامتعضوا من موقف حزب الأصالة و المعاصرة، عقدوا اجتماعا حاسما الأربعاء الأخير، حيث أكد خلاله رئيس الجمعية الوطنية لمنتجي اللحوم الحمراء عدم إلغاء الإعفاء الضريبي الخاص بالتعريفة الجمركية والضريبة على القيمة المضافة والمتعلق باستيراد الأغنام والأبقار واللحوم، مؤكدا أن هدا التدبير يبقى حيز التنفيد في 2025 على أن تتضح الرؤية مؤكدا كدلك أن الغاء الإعفاء الضريبي سيؤثر بشكل واضح على الأسعار التي ستعرف مباشرة الارتفاع، لأن إجراءات الإعفاء الضريبي على الاستيراد خلقت، حسب رأيه، توازنا في سوق اللحوم وأوقفت لهيب الأسعار. من جهته كان موقف رئيس الجمعية الوطنية لمربي الأغنام الماعز من موقف حزب البام المطالب بغلغاء الإعفاء، حيث أكد أنه من غير المنطقي الاستمرار في إجراء الإعفاء الضريبي.
وبينما تتوقع مصادر متطابقة استمرار الإعفاء الضريبي، لم تستبعد مصادر موثوقة أخرى، تضريب استيراد 700 الف راس من الغنم، و20 ألف رأس من الماعز، و150 الف راس من الأبقارو15 الف راس من البعير
وكانت تقاريرإعلامية أكدت استعداد الحكومة لإلغاء دعم 500 درهم لكل رأس مستورد من الأغنام والأبقار، بعدما لم يحقق هذا الإجراء الهدف المرجو منه في تخفيض أسعار الأضاحي.وحسب مقال لجريدة “الصباح”، بدأ اللوبي المسيطر على سوق استيراد المواشي يتراجع تدريجيًا عن عمليات الاستيراد، عقب القرار الملكي القاضي بعدم القيام بشعيرة الذبح في عيد الأضحى لهذه السنة.
وأشار المصدر نفسه، إلى أن الحكومة قد تتجه خلال الأشهر المقبلة إلى إلغاء دعم استيراد الأغنام، بعد أن أظهرت التجربة السابقة فشلها في تحقيق وفرة الأضاحي بأسعار معقولة.
كما أوضحت الجريدة، أن أسماء بارزة في المجال السياسي والبرلماني، سبق أن استفادت من هذا الدعم الحكومي، تخلّت عن استيراد الأغنام من الأسواق الأوروبية وأمريكا اللاتينية، بعد التراجع الملحوظ في أسعار اللحوم الحمراء محليًا، نتيجة القرار الملكي.
و يواجه المستوردون المغاربة المحتكرون للسوق ارتفاع الأسعار في الأسواق الأوروبية، في مقابل انخفاض أسعار اللحوم الحمراء في المغرب، بعد إعلان عدم ذبح الأضاحي. هذا الوضع دفع العديد منهم إلى التراجع عن استيراد الماشية، بعد أن أصبح ذلك أقل جدوى من الناحية الاقتصادية.
وتزامنًا مع هذه المستجدات، عرفت أسعار اللحوم الحمراء انخفاضًا ملحوظًا في الأسواق المغربية، عقب دعوة جلالة الملك محمد السادس إلى عدم القيام بشعيرة النحر، نظرًا لتراجع القطيع الوطني بسبب توالي سنوات الجفاف.
وسجّل سوق اللحوم انخفاضًا في الأسعار، حيث تراجعت أسعار لحوم الغنم من 140 درهمًا إلى ما بين 110 و120 درهمًا للكيلوغرام، في حين انخفضت أسعار لحوم البقر من 120 درهمًا إلى ما بين 90 و 100 درهمًا للكيلوغرام.