مع وصول دونالد ترامب والرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي السبت مع عشرات آخرين من زعماء العالم إلى فرنسا لحضور إعادة افتتاح كاتدرائية نوتردام، نجح الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون في جعل باريس “عاصمة” للدبلوماسية الدولية لهذا اليوم.
ويقوم الرئيس الأميركي المنتخب الذي حط في باريس في وقت سابق بأول رحلة دولية له منذ فوزه في الانتخابات، قبل أن ينضم إليه زيلينسكي لاحقا، حيث يستعد الزعيمان ليوم من الدبلوماسية المكثفة قبل حضورهما حفل إعادة افتتاح كاتدرائية نوتردام الساعة 18,00 ت غ بعد إعادة ترميمها في أعقاب حريق عام 2019.
ومع توقع حضور نحو 40 رئيس دولة وحكومة الى العاصمة الفرنسية، توفر هذه المناسبة فرصة فريدة لزعماء العالم للقاء ترامب قبل دخوله البيت الأبيض في كانون الثاني/يناير.
ووصل ترامب إلى مطار أورلي في جنوب باريس على متن طائرة خاصة قرابة الساعة 07,00 ت غ، وفقا لمصدر في المطار طلب عدم كشف هويته.
والتقى ترامب الرئيس الفرنسي ماكرون في قصر الاليزيه، حيث تعانقا وتصافحا على مدخله في إشارة إلى استئناف العلاقة الجيدة بينهما بعد أن كانت قد توترت في مناسبات عديدة خلال ولاية ترامب الأولى.
وقال ترامب “يبدو أن العالم ينقاد الى شيء من الجنون في هذه اللحظة وسوف نتحدث عن هذا الأمر”، مشيدا ب”العلاقة الجيدة” مع الرئيس الفرنسي.
ونجح ماكرون السبت في جمع نظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي وترامب في أول لقاء مباشر بينهما منذ انتخاب الاخير.
وسيشكل هذا الاجتماع أهمية كبيرة نظرا للمخاوف في كييف من أن ترامب الذي تفاخر بأنه قادر على إنهاء حرب روسيا ضد أوكرانيا في غضون 24 ساعة، قد يحض زيلينسكي على تقديم تنازلات لموسكو.
وكان ماكرون قد وجه الدعوة للرئيس المنتهية ولايته جو بايدن وترامب، لكن الإدارة الأميركية الحالية ستتمثل بالسيدة الأولى جيل بايدن.
وكانت للحلفاء الأوروبيين علاقة عمل جيدة إلى حد ما مع بايدن بشأن الأزمة في الشرق الأوسط، لكن من المرجح أن ينأى ترامب بنفسه ويتحالف بشكل أوثق مع إسرائيل.
في يوم الدبلوماسية المحمومة هذا، سيستمتع ماكرون بلعب دور الوسيط رغم الأزمة السياسية الداخلية التي عصفت ببلده اثر حجب الثقة عن رئيس وزرائه هذا الأسبوع.
ونشر ترامب على حسابه في موقع “تروث سوشال” الذي يملكه أن ماكرون “قام بعمل رائع لضمان إعادة تأهيل نوتردام وإعادتها إلى كامل مستوى مجدها وأكثر من ذلك. سيكون يوما مميزا جدا للجميع!”.
ويحاول ماكرون مجددا التقرب من رئيس أميركي مندفع شابت العلاقة معه في السابق خلافات حادة.
واستقبل ماكرون ترامب عام 2017 بعد انتخاب الأخير رئيسا لأول مرة وأقام على شرفه مأدبة فاخرة في برج إيفل ودعاه لحضور العرض العسكري في يوم الباستيل الذي قال ترامب لاحقا إنه يريد محاكاته في واشنطن.
لكن العلاقة تدهورت بينهما بشكل تدريجي وإن لم يكن بسرعة تدهور علاقة ترامب مع قادة آخرين مثل المستشارة الألمانية آنذاك أنغيلا ميركل.
وعام 2019، قال ترامب إن الرئيس الفرنسي “بغيض جدا جدا”، منتقدا سجله في المجال الاقتصادي بعد انتقاد ماكرون مستوى التزام الولايات المتحدة بحلف شمال الأطلسي.
وعندما فاز ترامب بالانتخابات الرئاسية مرة أخرى قبل شهر، كان ماكرون من أوائل قادة العالم الذين اتصلوا به لتهنئته.