Site icon أشطاري 24 | Achtari 24 – جريدة الكترونية مغربية

بايتاس “أرنب سباق” أخنوش

قبل أن يعبر عزيز أخنوش، رئيس الحكومة وزعيم “تجمع المصالح الكبرى”، الطريق السريع نحو تبرير الجرأة الكبيرة على كل ما هو اجتماعي نرى مصطفى بايتاس، الوزير المكلف بالعلاقات مع البرلمان الناطق الرسمي باسم الحكومة، يجري كأنه هو من يريد أن يدخل الأول لكن بالنتيجة يظهر “اللاعب” الفعلي أخنوش ليدفع الشريط بـ”كرشه” ويعلن انتصاره على “الشعب” الذي صوت عليه.
بايتاس يقول إن لدى المغرب مخزونًا استراتيجيًا من القمح مدته أربعة أشهر. وبعدها كرر عبارة “الله غالب”. كنا نريد أن يخرج الرئيس بنفسه ليقول هذا الكلام. الله غالب على أمره هذا في الإرادة التكوينية التي لا تمنع الإنسان من التدبير، والمغاربة يقولون “لحظا غلب لقضا”، أي إن البصيرة والفطنة تتغلبان على القضاء والقدر وعند الأشاعرة “الدعاء غير المقرون بالعمل” بخلاف الشرع.
لا غالب إلا الله حقا وفعلا، لكن دور الحكومة أن تبحث عن مخرجات للأزمات وعن حلول للمشاكل، أما أن تتحول إلى قدرية جديدة فهذا ليس من مهامها، ولا نريد أن يخرج بايتاس ليتحمل الضربات مكان أخنوش، حتى إذا استيقظ الناس من غفلتهم “مسح” كل شيء في الناطق الرسمي.
عودة إلى ما قاله بايتاس إن المغرب لديه مخزون استراتيجي من القمح يصل إلى أربعة أشهر. الحمد لله على كل حال والحمد لله الذي لا يحمد على مكروه سواه، ومكروه الحكومة بلا حدود طبعا.
لم يخبرنا الوزير، الذي يجري قبل رئيس الحكومة، عن الفعل المقبل للحكومة لتأمين استمرار “المخزون الاستراتيجي”، فالأربعة أشهر ليست جامدة ولكن تأكلها الأيام والمطاحن، فهل ستبقى الحكومة “مربعة أيديها” حتى ينفد المخزون الاستراتيجي، وإذا نفد لا قدر الله لم يعد مخزونا استراتيجيا، لأن المخزون الاستراتيجي يتم تطعيمه بشكل مستمر حتى يبقى في مستواه المحدد.
حكومة في أزمة ولا تخبر المغاربة إلا بما ينبغي أن يكون دائما لدى المغرب. نسي الوزير أن هناك معايير دولية تتعلق بالمخزون الاستراتيجي. معايير تحددها المنظمات الدولية المعنية بالقطاع، وكل قطاع له معايير دقيقة في تحديد المخزون الاستراتيجي. وزير فرح مستبشر بعدة أيام من التوفر على القمح في ظل أزمة عالمية، وفي ظل واقع دولي لا يمكن تأمين القمح بسهولة، وفي وقت تعلن الهند أنها لن تصدر القمح بالنظر للحاجة الذاتية له، لم يجبنا الوزير ولم تجبنا الحكومة عما هي فاعلة؟
هل تنتظر الحكومة فراغ المخازن من القمح؟ هل ستفاجئنا لأننا نستحق الأحسن؟ كيف تفهم الحكومة معنى الأمن القومي الغذائي، الذي لا يقل أهمية عن الأمن القومي ولا يقل أهمية عن حماية الحدود. فهل تسعى الحكومة ورئيسها الذي يجري مختفيا تاركا أرنب السباق في الحلبة قبل أن يظهر بنفسه، هل تسعى للفوضى في البلاد؟ أي مصير ينتظر المغاربة في ظل حكومة تفهم استراتيجية واحدة: استراتيجية مضاعفة أرباح “تجمع المصالح الكبرى”؟

Exit mobile version