Site icon أشطاري 24 | Achtari 24 – جريدة الكترونية مغربية

بعد قرن على اكتشاف مقبرة توت عنخ آمون المصريون يريدون الخروج من الظل

تجسد الصورة التاريخية للبريطاني هوارد كارتر وهو يتفقد تابوت توت عتخ آمون بينما يقف مصري في الظل قربه، والعائدة الى مطلع القرن العشرين، مئتي عام من علم المصريات: من ناحية العال م الغربي الذي يكتشف كنوز مصر، ومن ناحية أخرى أياد مصرية تجاهلها تاريخ الكشوفات الفرعونية.

وتقول أستاذة المصريات في جامعة دورهام البريطانية كريستينا ريغز إن علم المصريات الذي نشأ في الحقبة الاستعمارية “خلق تفاوتات هيكلية” ما تزال “أصداؤها موجودة حتى اليوم”.

وفيما يحتفل العالم بمرور قرنين على اكتشاف حجر رشيد على يد الفرنسي جان فرانسوا شامبوليون ومئة عام على الكشف عن مقبرة الملك الط فل توت عنخ آمون، ترتفع أصوات للمطالبة بخروج مساهمات المصريين في هذه الإنجازات الى العلن. وتعكس المطالب رغبة المصريين في استعادة تراث بلدهم واسترجاع كنوز من آثارهم يعتبرون أن الغرب “سرقها”.

ويؤكد رئيس بعثة التنقيب المصرية في القرنة (جنوب) عبد الحميد درملي أن المصريين “تحم لوا عبء الشغل كل ه، لم يكن هناك أجنبي يعمل بيده”.

وبتابع “بدوننا (المصريين)، لما حصلت اكتشافات. العامل المصري الذي نق ب له اسم كان ينبغي كتابنه ولكنه نسي على الفور”.

في الاتجاه نفسه، تقول الباحثة المتخصصة في التراث المصري هبة عبد الجواد “كأن أحدا لم يحاول فهم مصر القديمة” قبل شامبوليون في العام 1822.

وتوضح ريغز أن المصري الواقف في الظل الى جوار كارتر في الصورة الشهيرة قد يكون “حسين أبو عوض أو حسين أحمد سعيد”، وهما رجلان كانا لعقود من أعمدة فريق كارتر الى جانب أحمد جريجر وجاد حسن.

لكنها تضيف أنه لا يمكن لأي خبير أن يتعرف اليوم على الأشخاص الموجودين في الصور.

وتقول أستاذة التاريخ “قبع المصريون في الظل مجهولين وغير مرئيين في رواية تاريخهم”.

اسم واحد ظهر، هو اسم آل عبد الرسول.

في البداية، تم تداول اسم حسين عبد الرسول الذي ي عتقد أنه اكتشف بالصدفة، بينما كان لا يزال طفلا، مقبرة توت عنخ آمون على الضفة الغربية لنهر النيل في الرابع من تشرين الثاني/نوفمبر 1922 داخل جبانة أصبحت اليوم الأقصر، في منطقة القرنة.

وتتعد د الروايات حول هذا الاكتشاف: تعث رت قدماه فوقها أو تعث رت معزته عندها أو انقلبت منه قلة (إناء من الفخار كان يستخدم لتبريد المياه) فكشفت الماء عن وجود حجر.

وبحسب الأسطورة المحلية، اكتشف اثنان من أجداده أحمد ومحمد في العام 1871، الموميات الخمسين التي عثر عليها في الدير البحري ومن بينها مومياء رمسيس الثاني.

والتقت وكالة فرانس برس حفيد أحد أقرباء حسين عبد الرسول ويدعي سيد، وقد انفجر ضاحكا عندما سمع هذه الروايات. وقال مازحا “أقوى اثنتين عندنا ينبغي تسليط الضوء عليهما هما المعزة والقلة”، ثم تساءل “هل هذا منطقي؟”.

واعتبر أن المشكلة تكمن في أن “أناسا آخرين كتبوا (التاريخ)، ونحن لم نكتب”.

وتشير كريستينا ريغز الى أنه في كل مرة ن سب فيها اكتشاف الى المصريين، كان الفضل يعود إما الى “أطفال أو لصوص مقابر”، إن لم تكن “حيواناتهم”.

أما هبة عبد الجواد فتشير الى أن “علم الحفائر وعلم الآثار في الأساس يقومان على علم الجغرافيا وخصوصا معرفة بطبقات الأرض المختلفة التي يمكن من خلالها تحليل ما إذا كان هناك شيء أم لا، وهذا ما يعرفه الفلاح المصري كونه يحتك بشكل يومي مع التربة والأرض في الزراعة”

Exit mobile version