Site icon أشطاري 24 | Achtari 24 – جريدة الكترونية مغربية

بعد منجزات لبوءات الأطلس…المناصفة والإنصاف

لا يمكن فصل المناصفة عن الإنصاف، وإلا ستكون عملية قسرية نتائجها غير طبيعية ومؤقتة.
هذه الأيام عشنا ملحمة جديدة من ملاحم المغاربة الأحرار، حيث حققت لبوءات الأطلس نتائج باهرة جدا، ولم تكن متوقعة نهائيا، إذ فاجأت الجميع، إذ لأول مرة يصل منتخب من هذا النوع إلى مونديال السيدات بل في العالم العربي، مما جعل الأنظار تتجه نحو هذا المنتخب الصاعد.
جئنا على ذكر المنتخب النسوي المغربي كنموذج تطبيقي للمناصفة والإنصاف، حيث من الإنصاف القول بأن المغرب قطع شوطا في مجال تمكين المرأة في كثير من المجالات، ومن الإنصاف القول إن المرأة إذا وصلت إلى أي موقع بجهدها وجدها وكدها لن يمنعها أحد، وحتى التقولات والتخرسات لن تفيد في ذلك، وعشنا في الأيام الأخيرة هجوما عنيفا على اللبوءات من جهات عديدة، لا ترى في المرأة إلا “الكوزينة”.
ما أردنا قوله هو أن المرأة إذا حققت شيئا لن يمنعها أحد منه، وحتى لو حاول ذلك أي واحد فلن ينجح، لأن حركة التاريخ لن تقبل ذلك، وسوف تتجاوزه.
لكن بالمقابل فما سمي المناصفة لم يحقق أية نتيجة سوى أنه أصبح بابا من أبواب الريع، بخلاف الإنصاف.
نموذج ذلك من البرلمان. لقد تم تحديد كوطا للنساء، وكان الهدف المعلن هو تمكين المرأة من الوصول إلى البرلمان، حتى تصنع لها موقعا وتصبح قادرة على الفوز عن طريق الدائرة بدل اللائحة. وبعد سنوات من هذه الممارسة، بقيت المرأة تصل للبرلمان عن طريق اللائحة فقط إلا حالات نادرة. لكن ما العيب في أن تناضل المرأة سنوات أخرى حتى تجد لها مكانا وسط المشهد السياسي؟
كي نعرف بأن الكوطا لم تحقق أية نتيجة تذكر فلنجرب إلغاءها مرة واحدة. وحينها سنرى النتيجة.
إذن المناصفة لن تكون إلا عن طريق الإنصاف من خلال بناء أجواء الثقة السياسية، والقطع مع أساليب المكر السياسي في الانتخابات، ومنح المرأة الموقع الذي تستحقه، لا الموقع الممنوح.
ها نحن نرى نساء يرفضن المناصفة لأنها بالنسبة إليهن منحة غير مستحة توحي لهن بالضعف، أي أن الرجل القوي يمنح المرأة الضعيفة امتيازات، في حين أن المرأة قوية ويمكن أن تصل إلى أي موقع دون هذه المسلكيات التي لن نخدم سوى “الريع”، وهو الأمر نفسه الذي حدث مع الشباب، وكأن المغاربة بدؤوا شيوخا، في حين أن الأحزاب المغربية أسسها شباب أمثل عبد الله إبراهيم وعلي يعتة وعبد الرحيم بوعبيد وامحمد بوستة.
المناصفة طريقها الوحيد هو الإنصاف. أي أن كل واحد يستحق مكانة معينة تعطى إياه، سواء كان سيدة أو سيدا.
الدول التي وصلت فيها المرأة إلى مواقع متقدمة لم تأت عن طريق المناصفة ولكن عن طريق الإنصاف والتمكين الاجتماعي والعلمي.

Exit mobile version