صدر، حديثا، للمحلل والمتخصص في قضايا الهجرة المغربية، عبد الكريم بلكندوز، كتاب بعنوان “حصن أوروبا وشراكة المواهب.. أي تأثير ورهانات للمغرب وإفريقيا”.
ويقدم هذا الكتاب، الذي يتألف من 19 فصلا ويقع في 392 صفحة، تحليلا معمقا للميثاق الأوروبي الجديد بشأن الهجرة واللجوء، والذي كشفت عنه المفوضية الأوروبية في خريف 2020، فضلا عن تداعياته على المغرب بشكل خاص، وإفريقيا بشكل عام.
وجاء في الغلاف الخلفي للمؤلف أن هذا الميثاق “يمكن إيجاز مضامينه على النحو التالي: حصن أوروبا أو قلعة أوروبا، المنيعة أمام المهاجرين الجدد وطالبي اللجوء، خاصة من إفريقيا، وذلك عبر مقاربات أمنية صارمة للغاية، و”محفزة” لـ “شراكة المواهب”، التي تعادل في الواقع سلب إفريقيا كفاءاتها ومواهبها، رغم أن القارة في مسيس الحاجة إليها من أجل تحقيق التنمية”.
وتوقف الكتاب، بشكل خاص، على بلورة وتطوير هذا الميثاق، وكذا على تأثيره على سياسات الهجرة الإفريقية، لا سيما المغربية منها، وفقا لمكونين اثنين؛ الهجرة الخارجية إلى المغرب، من جهة، والمغاربة المقيمين بالخارج، من جهة أخرى.
وسلط بلكندوز، مؤلف العديد من الكتب والدراسات حول الهجرة والجالية المغربية المقيمة بالخارج، الضوء على مقتضيات وإطار شراكة جديدة بين الاتحاد الأوروبي والمملكة في ما يتعلق بسياسة الهجرة، وما يمكن أن يترتب عن ذلك، لا سيما هجرة الأدمغة واستفحال الهجرة غير الشرعية إلى المغرب.
وفي هذا الإطار، يقدم الباحث خطوطا فكرية واقتراحات بهدف تجنب هذه العواقب، لا سيما تطوير استراتيجية وطنية حقيقية للمغاربة المقيمين بالخارج، وتحديد طبيعة الروابط والعلاقات بين المغاربة المقيمين بالخارج والمغرب، وكذا إنجاز دراسات إفريقية حول الهجرة مع نموذج متمركز حول الأفارقة