قال وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن الاثنين إن الولايات المتحدة ملتزمة بتعميق العلاقات مع إفريقيا على الرغم من الأزمات العالمية، في مستهل جولة في القارة في ظل الانقلابات وتزايد نفوذ روسيا والصين فيها.
يقوم بلينكن بجولة في أربع دول ديموقراطية على ساحل المحيط الأطلسي هي الرأس الأخضر وساحل العاج ونيجيريا وأنغولا، في ظل تدهور الأمن في منطقة الساحل وتزايد الغموض حول قاعدة أميركية رئيسية في النيجر التي شهدت انقلابا.
استقبل الرئيس جو بايدن القادة الأفارقة في عام 2022 رغبة منه في إظهار الاهتمام الأميركي مجدد ا بالقارة. لكن بايدن فشل في الوفاء بوعده بزيارتها العام الماضي ورحلة بلينكن هي الأولى له إلى منطقة جنوب الصحراء الكبرى في إفريقيا منذ عشرة أشهر لانشغاله منذ تشرين الأول/أكتوبر بالحرب بين إسرائيل وحماس.
ومع ذلك، قال بلينكن نيابة عن بايدن “نحن ملتزمون بالكامل عندما يتعلق الأمر بإفريقيا”.
وقال بلينكن في مستهل محادثاته في الرأس الأخضر “مستقبلنا مترابط، وازدهارنا مترابط، والأصوات الأفريقية تؤثر بشكل متزايد في الخطاب العالمي وتحفزه وتقوده … الولايات المتحدة ملتزمة بتعميق وتعزيز وتوسيع الشراكات في جميع أنحاء إفريقيا”.
ووصف الرأس الأخضر، وهو أرخبيل يتحدث سكانه البالغ عددهم نحو نصف مليون نسمة البرتغالية ويتعاون مع الولايات المتحدة في مجال إنفاذ القانون والاعتراضات البحرية، بأنه “منارة للاستقرار” و”صوت قوي ومبدئي”.
تشعر معظم دول القارة بعدم الارتياح بشأن المساعدات الغربية المقدمة لأوكرانيا وتبلغ قيمتها مليارات الدولارات، وقال رئيس الوزراء خوسيه أوليسيس كوريا إي سيلفا لبلينكن إن الرأس الأخضر “يدين بشدة” الغزو الروسي.
كما انتقد سيلفا الانقلابات في إفريقيا وقال إن بلاده “تسترشد بقيم الديموقراطية الليبرالية”.
قام بلينكن بجولة في ميناء العاصمة برايا الذي تم توسيعه كجزء مما يقرب من 150 مليون دولار م نحت للرأس الأخضر من خلال مؤسسة تحدي الألفية التي تمنح المساعدات الأميركية للدول التي تفي بالمعايير الديموقراطية.
وقالت الهيئة الحكومية الأميركية الشهر الماضي إنها ستعمل مع الرأس الأخضر على حزمة ثالثة من المساعدات، ودعا سيلفا متطوعي فيلق السلام الذين يتعاونون مع المؤسسة للعودة بعد غياب عشر سنوات.
يتوجه بلينكن بعد برايا إلى ساحل العاج حيث سيسعى الوزير الناطق بالفرنسية والمحب لكرة القدم إلى إظهار جانب آخر من شخصيته عبر متابعة مباراة إقصائية في كأس أمم إفريقيا للدولة المضيفة. وستقام المباراة على ملعب يتسع لنحو 60 ألف متفرج تم بناؤه بدعم من الصين التي زار وزير خارجيتها وانغ يي أبيدجان الأسبوع الماضي.
قامت الصين التي تعتبرها الولايات المتحدة أكبر منافس عالمي لها وروسيا بتوسيع نفوذهما بسرعة في إفريقيا في السنوات الأخيرة. وبينما قدمت الصين قروضا لمشاريع البنية التحتية، تم نشر مجموعة مرتزقة فاغنر الروسية القوية في مالي وجمهورية إفريقيا الوسطى وكذلك في بوركينا فاسو حسب تقارير.