شدد نبيل بنعبد الله الامين الغام لحزب التقدم و الاشتراكية، في ندوة فدرالية ناشري الصحف، انه إذا كانت تلك المرحلة قد طرحت قضايا جوهرية، فإن ما نعيشه اليوم في علاقتنا مع اللجنة المؤقتة يُثير تساؤلات عميقة: هل نحن فعلاً نسير نحو شرعنة تنظيم مهني بقانون؟ أم أننا فقط نكرّس مؤقتًا طويلاً؟
و اكد نبيل بنعبد الله، انه من وجهة نظر سياسية صرفة، يبدو الأمر محيّراً. كيف يمكن لحكومة، في مجتمع ناضل لعقود من أجل تنظيم ذاتي مستقل، أن تتبنى هذا المسار؟
و قال عندما وصلنا إلى الباب المسدود، كان الحل المقترح هو تشكيل لجنة مؤقتة، على أن تكون خطوة انتقالية نحو إرساء تنظيم دائم وشرعي. لكن ما حدث هو العكس تماماً: اللجنة المؤقتة بدأت تكتسب طابع الديمومة. بل أكثر من ذلك، أصبحت مقننة لمدة سنتين بنفس الأشخاص ونفس الهيكلة ونفس التوجهات.
و اشار ان المفارقة أن هذا المسار قُدِّم على أساس أنه فقط تمديد مؤقت في أفق العودة إلى الأصل، لكن في الواقع لا نرى أية مؤشرات توحي بذلك. فالمشكلة الأساسية تظل قائمة، وهي غياب التوافق حول المقاربة المعتمدة.
هل تم التوصل إلى هذا التوافق اليوم؟ الجواب ببساطة: لا.
ولهذا، فإن انتهاء المدة القانونية للجنة في شهر أكتوبر القادم، سيضعنا أمام سؤال جوهري: ماذا سنفعل بعد ذلك؟ هل سنجدد “المؤقت” من جديد؟ أم سنفتح أخيرًا الباب أمام تأسيس إطار دائم حقيقي يعكس تطلعات الجسم الإعلامي؟”