Site icon أشطاري 24 | Achtari 24 – جريدة الكترونية مغربية

تحالف الشيطان…الإرهاب والانفصال والجريمة المنظمة

شكل المؤتمر الدولي لهزيمة داعش بمراكش فرصة أخرى لطرح العديد من الأفكار بخصوص التطرف والإرهاب، لكن أهم نقطة هي اللتركيز على العلاقة بين الانفصال والإرهاب، وعلاقة المنظمات الانفصالية بالمنظمات الإرهابية، ليس فقط لأن المغرب، الذي دافع عن هذه الفكرة بقوة متضرر من فكرة الانفصال ولكن لأن الحركات الانفصالية تهدد أغلب دول العالم، فعوامل الوحدة نفسها هي عوامل الانفصال، وعوض التعدد وإثراء وإغناء الاختلاف يتم استغلالها في الدعوة لزعزعة الاستقرار.
المغرب عندما يربط الانفصال بالإرهاب فليس من باب الادعاء أو التشويش كما يفعل الخصوم، ولكن من باب المعلومات والمعطيات العلمية، التي تقول مثلا إن جبهة البوليساريو الانفصالية، المشكلة من مجموعة من المرتزقة المدعومين جزائريا، أصبحت هي الحضانة الكبرى للجماعات الإرهابية، حيث يتم تبادل المنافع، فمن جهة الجماعات الإرهابية يستغلون الفراغ الجغرافي لاقتناء السلاح، بعد أن يكونوا قد تاجروا في المخدرات، والجبهة تستغل الوضع لبيع السلاح وتحويل المخيمات إلى ممر آمن للشبكات الدولية للمخدرات الصلبة.
وكان جلالة الملك محمد السادس قال في الرسالة التي وجهها للمؤتمر الدولي المنعقد في أبيدجان “أصبح الأمن الغذائي والأمن الإنساني، والأمن بوجه عام، إلى جانب الأمن البيئي، موضوعا على المحك. فكل أرض تهجرها الحياة يستوطنها انعدام الأمن. وكما نرى اليوم، فالمناطق المعروفة بتدهور ظروفها البيئية بشكل بالغ، هي في الغالب، المناطق نفسها التي تندلع فيها الصراعات والنزاعات، ويضطر فيها السكان للنزوح والهجرة، وتسعى الجماعات الإرهابية والانفصالية إلى التسلل إليها”.
الفراغ الذي يحدث في أي مجال من المجالات تملأه الجماعات الإرهابية، فالفراغ الذي يحدث في الجغرافية السياسية تملأه الجماعات الإرهابية، التي تستحوذ على المجال الذي في غياب رؤية جيوسياسية لدول المنطقة، وفي غياب التنسيق الإقليمي حول قضايا الإرهاب، وما زال التهرب الجزائري ورفضها التنسيق مع المغرب بخصوص القضايا الأمنية يعيق مكافحة الإرهاب بالمنطقة.
وتبين أن هنا بهذه الجغرافية يوجد من يستثمر في الإرهاب، كما يستثمر في الانفصال رغبة في الهيمنة على دول المنطقة، ناسيا أن من “يحفر حفرة يسقط فيها” وأن من يربي الأفعى صغيرة تلدغه وهي كبيرة، وإذا لم تتعامل الدول بمنطق رفض الحركات الإرهابية والانفصالية فستكون أول متضرر منها.
فالمغرب اليوم بشهادة العالم رائد عالمي في محاربة الإرهاب، وهو مؤهل لاقتسام التجربة مع باقي الدول، كما أنه حارب الانفصال منذ نصف قرن، فجمع في الحرب بين الشقيقين الشقيين، الإرهاب والانفصال. واليوم بعد هذا التآخي بين “الجريمتين” وفق ما ورد في تقارير دولية أصبح لزاما على دول العالم التفكير بجدية في مخطط دولي لمكافحة تحالف الانفصال والإرهاب والجريمة المنظمة، وأي مواجهة منفصلة لهذه التنظيمات الإجرامية لن تؤتي أكلها أبدا.
للمغرب ريادة في المجالات الثلاث وخبرة طويلة في المواجهة ويمكن أن يكون نموذجا دوليا في الميدان.

Exit mobile version