Site icon أشطاري 24 | Achtari 24 – جريدة الكترونية مغربية

تداعيات (كوفيد-19) تفرز تحولات بنيوية في قطاع الإعلام والاتصال

قيل في توصيف جائحة كورونا أنها تلقن الدروس للضمير الجمعي المحلي الذي لم يكن له سابق تجربة مع تحد من حجم الجائحة العالمية. ولعل هذا التوصيف يتناسب للغاية مع تعامل الإعلام المغربي مع “اللحظة غير المسبوقة”، ذلك أنه خاض معركة حامية على واجهتين؛ نقل الخبر الصحيح عن الفيروس المستجد وتحسيس المواطنين من جهة، والتصدي لسيل الإشاعات العرم من جهة ثانية.

وفي سياق الارتباك هذا، يحضر بيت المتنبي المشهور “عيد بأي حال عدت يا عيد…” ليشكل العنوان الأبرز لذكرى اليوم الوطني للإعلام والاتصال المصادف ل 15 نونبر، إذ تمثل هذه المناسبة، في العادة، لحظة للوقوف عند المكتسبات المحققة والسعي نحو تجاوز التحديات والنواقص، غير أن الأزمة الصحية أتت لتفرمل الدينامية التي يعرفها المشهد الإعلامي الوطني وتفتح آفاقا جديدة للإبداع واكتساب التجربة.

هذه الدينامية، التي تتوخى بالأساس تكريس حرية واستقلالية الاعلام وتعزيز بنيته التحتية بغية ضمان ممارسة تنافسية ومسؤولة في إطار تنزيل مبادئ الدستور ومقتضيـات النصـوص المؤطرة للقطاع، استكانت لما طفت على السطح أولويات مستعجلة مقرونة بالتصدي للجائحة.

والواقع أن الحديث عن المكتسبات إبان هذه السنة لا يكاد يجاوز منطق “الاستجابة للتداعيات”، إذ يكفي أن نجرد العناوين الكبرى للصحف لنقف عند الاهتمام الكبير بتوسيع عملية دعم المقاولات الصحفية المبرمجة برسم سنة 2020، والتي همت، من بين أشياء أخرى، دعم الصحفيين والمستخدمين بمقاولات الصحافة المكتوبة، وموردي المقاولات الصحفية، ومقاولات الطباعة.

وفي هذا الإطار، اعتبر مدير المعهد العالي للإعلام والاتصال، السيد عبد اللطيف بنصفية، أن قطاع الإعلام المغربي برمته عرف خلال سنة 2020 تحولات بنيوية جراء تداعيات أزمة (كوفيد-19)، التي جعلت من سنة 2020 سنة التحديات المجتمعية الكبرى بامتياز.

وأكد السيد بنصفية، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن هذه التحولات البنيوية مست ثلاثة مستويات، تتمثل في التوسع في استخدام التكنولوجيا الرقمية، واعتماد مضامين مبتكرة وصيغ أكثر ملائمة لتطورات الوباء مع الانخراط في التعبئة الشاملة للمجتمع، فضلا عن التعبير عن الحاجة المتنامية إلى الدعم العمومي لمواجهة الهشاشة المادية.

وأشار الأستاذ الباحث في مجال الإعلام إلى أنه، بقدر ما عرفه القطاع الإعلامي هذه السنة من صمود في وجه تداعيات الأزمة، عبر عنه جميع الفاعلين في ميدان الإعلام بأساليب شتى (المضامين – الهيكلة المهنية)، فقد أظهرت الوضعية الحالية، مرة أخرى، “هشاشة النموذج الاقتصادي لمؤسساتنا الإعلامية”، وهو الأمر الذي دفع الحكومة لتدارك الأمر وتجديد دعمها.

وسجل السيد بنصفية أن السمة المميزة للمرحلة تتجسد، أساسا، في عودة المواطنين والرأي العام إلى متابعة الإعلام الوطني خاصة العمومي منه، وأن الأخير اقترح بدائل تحريرية أكثر استجابة لانتظارات الجمهور.

واتسمت البدائل التحريرية، يضيف مدير المعهد العالي للإعلام والاتصال، بتعدد البرامج الإخبارية والندوات والبرامج التحسيسية والتحفيزية، والقرب المستدام من المواطن ومن أسئلته اليومية حول تداعيات الجائحة صحيا واقتصاديا واجتماعيا وتعليميا.

Exit mobile version