لا يوجد منطق يمكن أن يسعفنا كي نفهم المعضلة التي وضعتنا فيها حكومة “تجمع المصالح الكبرى”، فمن جهة تدهور خطير في مستوى معيشة الأسر المغربية ومن جهة أخرى انتعاش كبير في أرباح من يديرون الحكومة، بل إن رئيسها حقق درجات إضافية في تصنيف المجلة الأمريكية فوربيس المتخصصة في رصد تطور مليارديرات العالم، ورفع خلال سنة 2022 من ثروته التي وصلت إلى ملياري دولار، وهو مبلغ “لن يجمعه إلا الفم”.
وأوضح التصنيف الجديد لمجلة فوربس، أن ثروة مالك مجموعة أكوا، زادت في ظل التداعيات الاقتصادية والاجتماعية الخطيرة للأزمة العالمية التي يمر بها العالم بسبب جائحة كورونا، وأزمة النفط التي اندلعت بسبب حرب روسيا على أوكرانيا، محتلا المرتبة الثالثة عشر إفريقيا. ونشرت مجلة “فوربس” الأمريكية تصنيفاً سنوياً جديداً لأغنى أغنياء العالم للعام 2022، وقالت مجلة “فوربس” إن وباء جائحة كورونا وانهيار أسواق الأسهم العالمية والعمليات العسكرية الروسية بأوكرانيا أثرت على قائمة أغنى أغنياء العالم في 2022.
لكن جائحة كورونا وانهيار أسواق الأسهم العالمية والعمليات العسكرية في أوكرانيا، التي أثرت على مليارديرات العالم سلبا، أثرت إيجابا على الملياردير عزيز أخنوش، الذي هو نفسه رئيس الحكومة.
لكن في الوقت الذي ارتفعت أسهم أخنوش ومن معه في لائحة المليارديرات هبطت معيشة الغالبية العظمى من المغاربة، حيث قال تقرير الظرفية الذي أصدرته المندوبية السامية للتخطيط إن حوالي 76 في المائة من الأسر المغربية أقرت بتدهور معيشتها، ونعرف أن المندوبية تعتمد آليات علمية وتقاريرها لا تخضع للتقلبات السياسية، وبالتالي فإن ما تقدمه يشكل رؤية حقيقية للمجتمع وللبلاد عموما.
فمن تسبب في تدهور معيشة المغاربة؟ ألم يكن المفروض أن تزدهر حياة المغاربة تنفيذا لوعود الحزب الأغلبي خلال الانتخابات؟ ألم يكن في الحد الأدنى الحفاظ على مستوى المعيشة الذي وجدوه؟
لقد كان المغاربة ينتظرون مستوى مغايرا ولقد صدقوا الحزب الأغلبي ومنحوه أصواتهم، وكان هو قد رفع شعار “تستاهلوا أحسن”.
اليوم نستاهل أحسن تحولت إلى حوالي نصف المغاربة اقترضوا من أجل استكمال واجبات الحياة، أي إن نصف المغاربة لم يعودوا قادرين على الحفاظ على مستواهم السابق والمتدهور أصلا. وأن حوالي 76 في المائة من الأسر تدهورت معيشتها، أي إن 25 في المائة التي لم تقترض كي تخلق التوازن أصبحت تعيش دون المستوى.
الحكومة مضى على تشكيلها سبعة أشهر. خلال مدة قصيرة استطاعت النزول بالمجتمع إلى حضيض المعيش اليومي.
كنا سنتفهم الوضع الراهن والظروف المحلية والعالمية التي نعيشها، وكنا سنتفهم هذا الانحدار في مستوى المعيشة، لكن مقابل تدهور معيشة أغلب المغاربة نرى ارتفاعا لثروة الملياردير رئيس الحكومة ورئيس “تجمع المصالح الكبرى”، بمعنى أن الأزمة لم نقتسمها وإنما كانت فرصة لهؤلاء من أجل مزيد من الثراء مثلما كان “برنامج فرصة” فرصىة للمؤثرين في سكان العالم الأزرق بينما تتدهور حياة سكان المغرب الأصليين أي غير الافتراضيين.
تدهور المعيشة وانتعاش أرباح “تجمع المصالح”
