تم مساء أمس الأربعاء بالرباط تقديم الرواية الجديدة للكاتب الطاهر بنجلون، “Les amants de Casablanca“(عشاق الدار البيضاء)، التي تدور حول علاقة زوجية مثالية تصطدم بتحديات الزمن وثقل العائلة والتقاليد.
وقال الروائي والشاعر الفرنسي المغربي، خلال لقاء أدبي نظمه نادي الكتاب (Book Club)، إنه أراد من خلال قصة زواج فوق صفيح ساخن يربط الزوجين البرجوازيين نبيل ولمياء، أن ينتقد “الثقل الهائل” الذي تلعبه العائلة والمظاهر الاجتماعية، والتي تحكم بالفشل على العديد من العلاقات الزوجية الناجحة.
ويصف هذا الكتاب (326 صفحة من الحجم الكبير)، الصادر عن دار غاليمارد 2023، كيف تمكن الإحباط ونمط الحياة الممل، إلى جانب التدخل العائلي، من تكوين كوكتيل متفجر هز أركان علاقة زوجية تربط لمياء، الصيدلانية اللامعة والطموحة، بنبيل، الطبيب الإنساني والملتزم، أكثر من اللازم.
وتدور أطوار القصة حول الزوجة المحبطة، التي تعيش بخيبة أمل لرؤية زوجها يعتني بمرضاه المحرومين أكثر من اعتناءه بعلاقته الزوجية، وفي صمت رهيب يقودها إلى طريق الخيانة المتعرج. كيف سمحا للأمور بأن تأخذ هذا المنحى الخطر؟ هكذا، تمكن الطاهر بن جلون من وصف الحالة المزاجية لمياء ونبيل بتناقضها وتعقيدها، مع الحرص على عدم الانحياز لأي طرف.
وفي رد على سؤال حول موقف “الحياد” الذي تبناه طوال القصة، قال الكاتب: “أنا روائي ولست قاضيا، والروائي مراقب وشاهد على الحدث”.
واتخدت الرواية من الدار البيضاء، ذات آلاف الوجوه والهويات، خلفية لهذه القصة حول فشل علاقة زوجية تربط شابين يبدوان نموذجيين لكنهما في الأصل ضحيتا تناقضاتهما، وهو بحسب المؤلف، مصير العديد من العلاقات الزوجية الشابة المعاصرة، التي تجد نفسها ما بين مطرقة الحداثة وسندان التقاليد.
وحول اختياره لمدينة الدار البيضاء، قال الكاتب الطاهر بن جلون، في تصريح لقناة الأخبار M24 التابعة لوكالة المغرب العربي للأنباء، إن “الدار البيضاء تلعب دورا مهما جدا في الرواية، فهي تعتبر رئة المملكة، ومدينة المال والسلطة والقوة وكذا الفقر والتناقضات”.
وأوضح الكاتب أنه استغل هذا المكان “لملاحظة كل تناقضات مجتمعنا التي لها قدم في الحداثة وأخرى في التقاليد”، مضيفا أنها “قصة خيالية تضم شخصيات من الحياة اليومية وقصة حبهم التي من خلالها أحكي حول مغرب اليوم”.
والطاهر بنجلون هو روائي وشاعر ورسام وعضو أكاديمية غونكور، حائز على جائزة غونكور سنة 1987 عن “ليلة القدر”. له العديد من الروايات التي نشرتها دار كاليمارد، بما في ذلك “ليلة الخطأ”، و”العقاب”، و”صلاة الغائب”