Site icon أشطاري 24 | Achtari 24 – جريدة الكترونية مغربية

تلفيزيون صغير لحدث كبير

لا يجادل أحد في أن المغرب عاش لحظة تاريخية عظيمة بكل المقاييس. تبدأ هذه اللحظة منذ مشاركة المغرب في فعاليات كأس العالم النهائية، حيث جاءت النتائج فوق ما توقعه الكثير من الناس، ولم يكن أكبر المتفائلين يتوقع تجاوز دور الربع، لكن بعد الوصول إلى النصف أصبح حديثا عالميا، وحقق المغرب نتائج “دعائية” لم يكن ليحصل عليها حتى لو صرف الملايير.
والحدث الأعظم هو الاستقبال الملكي والشعبي الكبير لعناصر المنتخب الوطني، استقبال تضمن الكثير من الرسائل، اولها عناية جلالته بكل مغربي يحقق إنجازا عظيما وعناية جلالته بالأسرة باعتبارها المشتل الأول لتخريج الكفاءات في كافة المجالات، والثالثة هي عدم ترك الإمكانية لأي استغلال من قبل السياسيين والحكومة لنتائج هذا الإنجاز العظيم.
جلالة الملك قائد البلاد يستقبل كتيبة المنتخب بقائدها وليد الركراكي رفقة أمهاتهم الكريمات، في لحظة فارقة أصبحت موضوعا للدراسة في الغرب حول دور القيم الأخلاقية والأسرية في بناء المجتماعات، وجاء المواطنون من أقصى المغرب ليعبروا عن فرحتهم بأبطال المغرب.
كل هذا الفرح نغصته علينا التلفزة المغربية. نعرف أن القناة الأولى لها إمكانيات وتتوفر على أطر وإعلاميين ذوو خبرة كبيرة وقادرين على تقديم الأفضل، لكن عقلية التدبير الإداري التقليدي أفقدها روح الإبداع. بما يعني أن الوقت يلزم تغيير قيادة هذه القناة حتى تنسجم مع التحولات التي يعيشها المغرب.
حدث عظيم ضيعته القناة الأولى والمسؤول الأول عنها فيصل العرايشي، الرئيس المدير العام للشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة، كان ينبغي أن تكون هناك خطة واضحة للنقل التلفزي من حيث التصوير والإخراج، ونعتقد أن القناة الأولى اكتفت بوضع كاميرات دون أن يكون هناك مخرج يرتب الأمور ويديرها، وينقل التصوير والحديث من مكان لآخر.
ولما وظفت القناة الأولى الدرون كان ذلك بشكل سيء للغاية، حيث اكتفت بتصوير الأمكنة، بينما المواطنون المحتفلون لم يتم تصويرهم، بل حتى الحافلة كان يتم تصويرها بشكل سيء. من استطاع إلىت الحضور سبيلا شاهد اللاعبين، لكن من بقي في منزله لم تقدم له التلفزة هذه الخدمة، التي يؤدي ثمنها من جيبه، فهل نسي العرايشي أن تدبير الإعلام العمومي يتم من جيوب دافعي الضرائب؟
أما التعليق فكان كارثيا، ليس لأن الإعلاميين ليسوا أكفاء، ونعرف منهم كثير من الكفاءات، وهم قادرون على التعليق، لكن من أوحى باستضافة أطر رياضية للتعليق على حدث اجتماعي فقد أخطأ اللحظة بشكل نهائيا، فالحدث ليس رياضيا، فالحدث الرياضي هو الرتبة الرابعة في كأس العالم، وهو إنجاز تاريخي، لكن الحدث اجتماعي، وكان ينبغي استضافة معلقين متخصصين أو الاكتفاء بإعلاميين من القناة وهم متوفرون ولما أعطيت الكلمة لأحد مراسلي القناة في وقت وجيز أبدع. كان المفروض توفير خطة متصلة تنتقل بالتصوير من موقع إلى موقع بنقط ثابتة مع معلقين متخصصين قادرين على إيصال الصورة وتوضيحها.
فشلت القناة الأولى في اقتناص اللحظة ولا نتمنى أن تكون المؤسسات الأخرى شبيهة لها.

Exit mobile version