Site icon أشطاري 24 | Achtari 24 – جريدة الكترونية مغربية

توتر غير مسبوق بين ترامب وزيلينسكي يثير قلق أوروبا ويبعث برسائل طمأنة لموسكو

كشفت المواجهة العلنية بين الرئيس الأميركي دونالد ترامب ونظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في البيت الأبيض، عن تصاعد التوتر بين واشنطن وكييف، في وقت تتابع روسيا المشهد بتفاؤل، بينما يبدي الأوروبيون قلقًا متزايدًا حيال مستقبل الدعم الغربي لأوكرانيا.

بدأت مؤشرات التوتر تظهر منذ أسابيع عندما وصف ترامب زيلينسكي بـ”الديكتاتور”، وهو تصريح لم يتراجع عنه رغم محاولته التخفيف من حدّته. وتصاعد الخلاف بعد مكالمة هاتفية أجراها ترامب مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في 12 فبراير، أبدى خلالها إعجابه مجددًا بنهج الكرملين.

وبينما يسعى زيلينسكي للحصول على ضمانات أمنية في حال وقف العمليات العسكرية، لا تزال إدارة ترامب ترفض تقديم هذه الضمانات، مما يُعزز مخاوف كييف من أن تكون ورقة مساومة في أي تقارب أميركي-روسي.

تزايد القلق الأوكراني والأوروبي بعد اجتماع غير مسبوق بين وزيري الخارجية الأميركي والروسي في الرياض، وهو اللقاء الأول من نوعه منذ الغزو الروسي لأوكرانيا عام 2022. واعتُبر هذا الاجتماع إشارة إلى بدء محادثات سلام لا تشمل أوكرانيا ولا الاتحاد الأوروبي، مما أثار مخاوف من صفقة خلف الأبواب المغلقة قد تكون على حساب كييف.

داخل البيت الأبيض، لم يُخف ترامب ونائبه جاي دي فانس استياءهما مما وصفاه بعدم امتنان أوكرانيا للمساعدات العسكرية الأميركية الضخمة. وأشعل فانس فتيل الأزمة بتصريحات لاذعة خلال اللقاء مع زيلينسكي، مما أدى إلى مشادة كلامية أمام وسائل الإعلام.

وعقب الاجتماع، كتب ترامب على منصته “تروث سوشيال”:

“يمكن لزيلينسكي العودة عندما يكون مستعدًا للسلام”.

وفي موقف تصعيدي آخر، دعا وزير الخارجية ماركو روبيو الرئيس الأوكراني إلى “الاعتذار” عن سلوكه خلال اللقاء.

أشار براين فينوكين، الباحث في مجموعة الأزمات الدولية، إلى أن السلوك الذي ظهر في المكتب البيضوي غير مسبوق لكنه يعكس موقف ترامب المعروف تجاه تقليص الالتزام الأميركي بدعم أوكرانيا.

وألمح فينوكين إلى أن إدارة ترامب قد تعيد النظر في شحنات الأسلحة إلى كييف، ما يهدد بتغيير موازين القوى لصالح موسكو.

وفي مقابلة مع شبكة “فوكس نيوز”، أقر زيلينسكي بأن مواجهة روسيا بدون دعم أميركي ستكون صعبة للغاية، لكنه أكد أن العلاقة مع ترامب يمكن “إصلاحها بالطبع”.

رد الفعل الأوروبي: دعم غير مشروط لأوكرانيا

في المقابل، أظهر القادة الأوروبيون دعمهم الواضح لكييف، حيث شدد المستشار الألماني أولاف شولتس على أن أوكرانيا “يمكنها الاعتماد على ألمانيا وأوروبا”.

ودعت رئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني إلى عقد قمة طارئة مع واشنطن لبحث مستقبل التنسيق الغربي بشأن أوكرانيا.

ومع تصاعد التوتر بين كييف وواشنطن، يبقى مصير الدعم الأميركي ومخرجات التقارب مع موسكو محور قلق للحلفاء الأوروبيين، في وقت تسعى فيه روسيا إلى تعزيز مكاسبها الدبلوماسية والعسكرية.

 

Exit mobile version