نجح ياسين بونو، حارس مرمى الهلال السعودي، في جذب الأنظار من جديد، بعدما قدّم عرضًا بطوليًا أمام ريال مدريد في افتتاح مشوارهما بكأس العالم للأندية، في مباراة انتهت بالتعادل (1-1) لكنها كشفت الكثير.
بونو، الذي اعتاد اللعب تحت الأضواء، لم يخيّب التوقعات، بل ارتقى إلى مستوى التحدي، وتصدى ببراعة لمحاولات “كبار أوروبا”. تسديدات خطيرة، انفرادات مباغتة، وركلات مبعثرة داخل منطقة الجزاء، كلها وجدت أمامها سدا منيعًا اسمه ياسين.
لكن اللحظة التي دوّن بها الحارس المغربي اسمه بحروف من ذهب مجددًا، كانت في الدقيقة الأخيرة، حين تصدى لركلة جزاء نفذها فالفيردي بثقة، لكنه اصطدم بجدار بشري لا يعرف الانهيار. تلك اللقطة كانت أكثر من مجرد إنقاذ.. كانت بيان قوة، وإعادة تأكيد على أن بونو يملك “DNA” الأبطال في اللحظات الحاسمة.
ردّة الفعل كانت سريعة. لم تنتظر جماهير الهلال طويلًا لتُعبّر عن امتنانها، حيث غزت مواقع التواصل بتغريدات تُشيد بحارسها الأمين. كتب أحدهم على منصة “إكس”: “بونو لدينا، لا خوف علينا”، وذهب آخر أبعد من ذلك قائلًا: “نحن لا نملك حارسًا فقط، بل نملك جدارًا عازلًا ضد الهزيمة اسمه ياسين بونو”.
ويبدو أن هذه المباراة ما هي إلا فصل جديد في رواية طويلة عنوانها “التألق تحت الضغط”، وهي رواية بدأها بونو منذ أن حمل راية الأسود في مونديال قطر، عندما كان أحد أبرز أبطال موقعة المغرب ضد إسبانيا في ثمن النهائي.
بونو لا يلعب فقط بيديه، بل بعقليته، بثقته، بحضوره الطاغي، وبقدرته على تحويل كل هجمة مرتدة إلى درس جديد في فنون حراسة المرمى. الهلال اليوم، وهو يدخل معترك الأندية الكبرى، يملك سلاحًا فتاكًا في حراسة مرماه.. رجل لا يهاب الكبار، ولا يسمح للصغار أن يحلموا.