Site icon أشطاري 24 | Achtari 24 – جريدة الكترونية مغربية

جو بايدن، نموذج للمثابرة والإصرار والنجاح على الطريقة الأمريكية

يعد جو بايدن، الذي رأى النور في 20 نونبر 1942 في سكرانتون، وهي مدينة صغيرة تغلب عليها الأعمال التجارية في ولاية بنسلفانيا، والذي سيتم تنصيبه بعد غد الأربعاء باعتباره الرئيس الـ 46 للولايات المتحدة، نموذجا للنجاح على الطريقة الأمريكية. فعلى الرغم من سلسلة من الإحباطات الشخصية، تمكن جو بايدن، بفضل روح الإصرار والمثابرة، من شق طريقه إلى البيت الأبيض.

في مرحلة المراهقة من عمره، عانى جو بايدن، الذي ينحدر من عائلة كاثوليكية من الطبقة العاملة، من سخرية أقرانه في المدرسة من تلعثمه في الكلام. ولتجاوز هذا المشكل، شرع بايدن في حفظ مقاطع طويلة من الشعر كان يتلوها أمام المرآة. كان هذا المسعى أول نموذج لما سيصبح إحدى أهم مواطن قوته، وهي المثابرة.

بعد متابعة دراسته في جامعة ديلاوير، حيث انتقلت عائلته عندما كان عمره 13 عاما، التحق بايدن بجامعة سيراكيوز التي جمعه القدر فيها بنيلا هانتر التي تزوجها عام 1968.

وقرر بايدن، بعد حصوله على دبلوم في شعبة القانون، الإقامة في ويلمنغتون بولاية ديلاوير، حيث اشتغل في مكتب محاماة. وخلال هذه الفترة أيضا خطا أولى خطواته في مضمار السياسة من خلال الانضمام إلى الحزب الديمقراطي. وفي عام 1970، تم انتخابه عضوا في مجلس مدينة نيو كاسل.

في هذه المرحلة، كان بايدن يوزع وقته ما بين عمله وأنشطته السياسية وعائلته التي ما انفكت تكبر يومئذ، حيث أصبح لديه ثلاثة أطفال، جوزيف بو (من مواليد 1969)، وروبرت هانتر (من مواليد 1970) وناومي آمي (مواليد 1971).

وفي عام 1972، خاض بايدن، وعمره يومها 29 عاما فقط، بتشجيع من قيادة الحزب الديمقراطي في ولاية ديلاوير، انتخابات كانت حظوظه فيها تبدو ضئيلة للحصول على عضوية مجلس الشيوخ. وخلافا للتكهنات، أصبح بايدن سادس أصغر سيناتور في تاريخ الولايات المتحدة.

لكن بينما كان يستعد لتولي مهمته الجديدة في واشنطن العاصمة، رزئ بايدن بفقدان زوجته وابنته اللتين لقيتا مصرعهما في حادث سير مروع أصيب فيه ابناه بجروح خطيرة، لكنهما تمكنا من النجاة في نهاية المطاف.

وبفضل دعم عائلته، التحق بايدن بمبنى الكابيتول، الذي لم يغادره حتى عام 2009.

في عام 1975، التقى بايدن بالمدر سة جيل ترايسي جاكوبس، التي أصبحت زوجته الثانية في عام 1977، وأنجبا في سنة 1981 ابنة اختارا لها من الأسماء آشلي بليزر.

وعلى مدى الـ 36 عاما التي قضاها في مجلس الشيوخ، اكتسب بايدن سمعة خبير في مجال السياسة الخارجية، حيث ترأس لسنوات اللجنة الاستراتيجية للعلاقات الخارجية. وناضل على الخصوص من أجل التحكم في سباق التسلح مع الاتحاد السوفياتي، وتعزيز السلام بمنطقة البلقان وضم دول الاتحاد السوفياتي السابقة إلى حلف الناتو.

وفي ميدان السياسة الداخلية، ع رف بايدن بمواقفه المتشددة إزاء الجريمة، وهو توجه لاحقته تداعياته خلال الحملة الانتخابية الرئاسية لعام 2020، حيث انتقد الجناح التقدمي للحزب الديمقراطي دعم بايدن لقانون ضبط الجرائم العنيفة ووكالات إنفاذ القانون في عام 1994، وهي السياسة التي ي عتقد أنها كانت السبب في سجن أعداد غفيرة من الأقليات السوداء في الولايات المتحدة.

وبفضل سمعته باعتباره رجل التوافقات في مجلس الشيوخ، قرر بايدن في عام 1987 خوض أول انتخابات رئاسية له، وهي محاولة سرعان ما باءت بفشل ذريع بعد اتهامه بسرقة مضمون أحد الخطابات

Exit mobile version