Site icon أشطاري 24 | Achtari 24 – جريدة الكترونية مغربية

حاجب بين الإرهاب والنازية

الإرهابي محمد حاجب، مغربي يحمل الجنسية الألمانية، ومشكل حاملي الجنسية لا يميزون بين الوجود الجغرافي وسيادة الأوطان، وأن المغرب اليوم بلد ذو سيادة كما كان، ولا يمكن أن تلوي ذراعه بمجرد انتمائك لبلد آخر. ومن موقع وجوده بألمانيا ينشر فيديوهات ضد المغرب، تجاوزت سب وشتم المؤسسات إلى تحريض المغاربة على القتل والتفجير والإرهاب.

هذا المعتقل السابق سبق له أن تلقى تدريبات في معسكرات القاعدة بكل أفغانستان وباكستان، وزعم أنه ذهب رفقة جماعة التبليغ، التي لا تمارس السياسة والعنف، ولكن داخل السجن كان يفتخر بأنه من تلاميذ أسامة بن لادن وأيمن الظواهري، وهو يقلد هذا الأخير في حركاته وسكناته، بل يقلده في مخارج الحروف وفي الدعوة للتخريب، وقصة انتمائه للتبليغ محاولة لتبرئة نفسه، ولكن هو ذهب إلى هناك كي يكون إرهابيا.

الدولة المغربية ساهمت بشكل كبير مع الأوروبيين في محاربة الإرهاب، وقدمت خدمات يشهد بها العالم، عبر المديرية العامة لمراقبة التراب الوطني والمكتب المركزي للأبحاث القضائية، لكن ألمانيا تريد لعبها بشكل مختلف.

ما معنى أن يقيم شخص في ألمانيا ويحرض على أعمال إرهابية في المغرب؟ وما معنى أن تستكت عنه السلطات الألمانية؟ ماذا كانت ستفعل لو قام هذا الأخير بالتحريض على العنف في ألمانيا؟ ألم تكن سوف تلاحقه وتعتقله وتحاكمه؟ لماذا اليوم تسمح له بممارسة التحريض وبشكل بشع؟

يبقى واجبا على النيابة العامة في المغرب تحريك الدعوى العمومية ضد هذا الشخص، ومحاكمته غيابيا والمطالبة وفق القانون الدولي والاتفاقيات الموقعة مع الأجهزة القضائية في الخارج بتسليمه للمغرب. لا يمكن الانتظار. ولكن يلزم أن يحاكم ويصدر في حق الحكم الذي يستحق وإذا قررت المحكمة إدانته ما عليها سوى المطالبة به وتفعيل مسطرة التسليم.

لكن هذا لا يبريء ألمانيا من استغلال شخص بشع ولو من خلال السكوت عنه. فألمانيا اليوم متهمة حتى تثبت العكس، لأن السكوت عن مجرم هو مشاركة في الجريمة، ولا يحق بدولة ديمقراطية أن تتبنى هذا الأمر. ما يقوم به حاجب هو نفسه ما قامت به النازية وما يقوم به النازيون الجدد من تحريض عنيف على الآخر المختلف. لأن حاجب لا يمتلك خطابا سياسيا مختلفا ولكن خطابا تحريضيا مبني على تأويل مغرض للنصوص الدينية.

ألمانيا التي تعاني اليوم من موجة النازية الجديدة، والتي عانت من ويلات النازية، هي نفسها بسكوتها المتواطئ تساهم في نشر الفكر النازي الذي يحمل عنوان الإرهاب والانتماء لتنظيمات القاعدة وداعش، وهي تنظيمات تلتقي في النازية على مستوى الشعور بالانتماء لجنس أو فئة هي أحسن من الآخرين.

ألمانيا متورطة بهذا السكوت، لأنه كما هو معروف السكوت تشجيع وكلما ظلت الأجهزة الأمنية الألمانية ساكتة كلما استمر هذا الشخص في التحريض على قتل المغاربة والدعوة للإرهاب.

Exit mobile version