Site icon أشطاري 24 | Achtari 24 – جريدة الكترونية مغربية

حريق مفاجئ يشعل الهلع في مراكش.. ألسنة النار تلتهم مستودعاً للنظافة في سيدي يوسف بن علي

لم يكن ظهر الخميس 26 يونيو يوماً عادياً في حي سيدي يوسف بن علي بمدينة مراكش.

دقائق قليلة فقط كانت كافية لتحوّل الهدوء إلى فوضى، بعدما اخترق صوت الانفجارات الصغيرة والصفارات الحادة أجواء الحي، معلناً اندلاع حريق ضخم في مستودع تابع لشركة خدمات النظافة.

الناس خرجوا من بيوتهم على عجل، بعضهم يركض نحو مكان الحادث بدافع الفضول، وآخرون يهرّبون أطفالهم بعيداً عن سحب الدخان الأسود التي غطّت السماء.

داخل المستودع، كانت ألسنة اللهب تتراقص بعنف، تلتهم الآليات واحدة تلو الأخرى، كأنها تُفرغ غضباً دفيناً.

الوقاية المدنية حضرت بسرعة، ومعها رجال الشرطة وأعوان السلطة. المعركة مع النيران لم تكن سهلة، فالحريق تمدد بشكل متسارع، والحرارة الخانقة زادت من صعوبة المهمة.

أما الشرطة العلمية، فقد شرعت في عملها بهدوء شديد وسط هذا الصخب، تُدقق وتوثّق، بحثاً عن خيط أولي يقود إلى فهم ما حدث.

الخسائر، حسب المعطيات الأولية، كانت ثقيلة. معدات محروقة، شاحنات متفحمة، وصدمة واضحة في وجوه عمال المستودع الذين لم يستوعبوا بعد ما جرى. أحدهم تمتم: “كنا نشتغل صباحاً هنا.. والآن كل شيء اختفى”.

السبب الحقيقي وراء الحريق ما زال مجهولاً، والاحتمالات مفتوحة، بين تماس كهربائي محتمل أو خلل داخلي في التخزين.

التحقيقات ما تزال جارية، وإدارة الشركة أصدرت بياناً مقتضباً تؤكد فيه أنها تنتظر نتائج البحث الرسمي لتحديد المسؤوليات.

وفي انتظار الحقيقة، تبقى الواقعة جرس إنذار جديد حول ضرورة تشديد شروط السلامة داخل المستودعات والمنشآت الحساسة، حتى لا يتحوّل الخطأ الصغير إلى كارثة حارقة.

Exit mobile version