الملاحظة الأولى على هندسة الحكومة الجديدة قبل الأسماء التي تولت الوزارات هي أنها حكومة الأقطاب الوزارية، واستهدفت الهندسة الجديدة تجميع بعض القطاعات والإبقاء على القطاعات المجمعة، وذلك قصد تحقيق أهداف النموذج التنموي الجديد، لا بمستوى تحقيقه على أرض الواقع لأن هذا يتطلب زمنا طويلا ولكن في حده الأدنى وضع لبناته الأولى، أو على الأقل توفير الظروف اللازمة للجنة المكلفة حتى تشتغل في سياق استراتيجي طويل الأمد.
وهكذا تم ضم الإصلاح الإداري إلى وزارة الاقتصاد والمالية، ويمكن اعتبار دخول الإدار مجال المال والأعمال وحساب المعادلات سيخرج بها من الجمود إلى عالم الإصلاح والسرعة في التحول، كما تم ضم الشباب والرياضة إلى الثقافة وهي محاولة لترسيخ توأمة الثقافة بالعمل الشبابي والرياضي باعتبار الشباب هم لبنة كل التحولات.
كما تم الإبقاء على وزارة الصناعة والتجارة والاقتصاد الأخضر والرقمي ووزارة التجهيز والنقل ووزارة الطاقة والمعادن والفلاحة والصيد البحري، وهي أقطاب وزارية مهمة ومركزية في العمل الحكومي.
وعلى العموم فإن الحكومة من حيث الهندسة هي حكومة تجميع القطاعات الوزارية، بدل تشتيت الجهود إرضاء للأحزاب السياسية، التي اقتنعت بضرورة خدمة البلاد عوض خدمة الحزب، فكان أن تم تعزيز الحكومة بكفاءات من خارج الأحزاب السياسية قصد تكميل النقص، وهو في الوقاع مساعدة للهيئات السياسية قصد البحث عن الكفاءات واستقطابها.
