Site icon أشطاري 24 | Achtari 24 – جريدة الكترونية مغربية

خاص..ما لا تعرفه عن يهود المغرب

يتسم المغرب بتنوعه الثقافي والديني, حضارات أسست وأخرى نزحت للمملكة حيث السلام والتسامح .
اليوم سنتكلم عن اليهود المغاربة كيف وصلو البلاد وكيف أحبهم العباد,علاقاتهم مع المسلمين وكيف تخلو عن الجذور وهاجروا نحو أرض الميعاد.
ينقسم اليهود المغاربة إلى قسمين: المغوراشيم وهم يهود الأندلس، والطشابيم الذين سكنوا المغرب قبل الفتح العربي الإسلامي.
ترجع أصول الكثير من الطشابيم إلى الأمازيغ الذين تحولوا إلى اليهودية والتصقوا بديانتهم أكثر من المسيحيين البربر الذين صمدوا فيما يبدو إلى حدود القرن الحادي عشر. ويظهر أنه كانت هناك، في زمن الفتح العربي الإسلامي الأول مع بداية القرن الثامن، أعداد من الممالك اليهودية الصغيرة في الجزائر والمغرب،

أما المغوراشيم فهم الذين طردوا من الاندلس في القرن الخامس عشر. وقد نزع يهود الأندلس في ذلك الوقت إلى الانعزال وامتلاك معابد منفصلة في المدن الكبرى، بل والعيش في أحياء منعزلة سميت فيما بعد بأحياء الملاّح.
استقرت وضعية اليهود بالمغرب منذ الفتح الإسلامي، وتحسنت وضعيتهم أكثر بعد قيام حكم الأدارسة بالمغرب حيث سمح إدريس الثاني لليهود بالإقامة والعمل في مدينة فاس، وكان للتسامح الذي وجدوه أبلغ الأثر لليهود المغاربة حيث نزحو لفاي من مختلف الجهات.
توزع اليهود بين أكبر المدن التاريخية المغربية، كمراكش والصويرة بالإضافة إلى المغرب. كما عمروا العديد من المدن الصغرى مثل صفرو , دمنات، ووزان، وتنغير, حيث كانوا يتجمعون في أحياء سكنية خاصة يطلق عليها اسم الملاح.
وتشير المراجع إلى أن اليهود في مدينة الصويرة شكلوا في وقت من الأوقات أكثر من نصف سكان المدينة في سابقة فريدة من نوعها، حيث كانوا موزعين بين الملاح القديم والملاح الجديد. وكانت مدينة وجدة استثناء، حيث اختلط اليهود في نفس أحياء المسلمين، ولم يخصصوا ملاحًا خاصًا بهم.


لليهود مزارات ومدافن مقدسة ومعابد في عدد من القرى. واختار البعض منهم العيش في البوادي والمناطق الجبلية، ومنهم من عايش أمازيغ المغرب وأتقن لغتهم.
لكن بعد نكبة فلسطين سنة 1948 وقيام دولة الاحتلال الإسرائيلي، وانتهاء عهد الحماية الفرنسية والإسبانية في المغرب عام 1956، ووقوع نكسة 1967، هاجر الكثير من يهود المغرب إلى إسرائيل، فيما فضل بعضهم الاستقرار في فرنسا، وهاجرت فئة إلى كندا، وأخرى أقل إلى إسبانيا، وهو ما جعل عدد الباقين منهم يتراجع إلى حوالي 20 ألف نسمة بداية ثمانينات القرن العشرين، وهم اليوم أقل من ستة آلاف نسمة .
ومع ذلك فان يهود المغرب ما زالوا يشكلون أكبر تجمع يهودي في البلدان العربية. ويحجون للمملكة كل سنة لأداء مختلف شعائرهم الدينية, وإحياء أواصر القرابة والصداقة مع إخوانهم المسلمين.

Exit mobile version