Site icon أشطاري 24 | Achtari 24 – جريدة الكترونية مغربية

خبراء و جامعيون يشيدون بالورش الملكي

قال أوري دادوش، الخبير في السياسة الاقتصادية وزميل أول في مركز السياسات من أجل الجنوب الجديد إن ورش تعميم الحماية الاجتماعية في المغرب “خطوة في محلها وتدريجية ” في “الوقت المناسب” .

وأضاف السيد دادوش، الذي يتوفر على خبرة واسعة في العديد من الهيئات الدولية، ولاسيما البنك الدولي ومجموعة الإيكونوميست، إن هذا المشروع الكبير، الذي ترأس حفل إطلاقه صاحب الجلالة الملك محمد السادس، أول أمس الأربعاء بالقصر الملكي بفاس ، يهدف إلى إلى ضمان تغطية اجتماعية شاملة لكافة المغاربة وتعزيز الصمود في مواجهة أزمات بحجم جائحة كورونا الحالية.

وفي معرض تطرقه لوسائل تمويل هذا الورش الكبير، الذي سيتطلب تدبير برامجه في أفق 2025، وفقا لوزير الاقتصاد والمالية وإصلاح الإدارة، محمد بنشعبون، تخصيص مبلغ إجمالي سنوي يقدر بـ51 مليار درهم، منها 23 مليار سيتم تمويلها من الميزانية العامة للدولة، وسيتطلب تنزيله إطلاق مجموعة من الإصلاحات الهيكلية ، قال السيد دادوش”إن تمويل هذه المبادرة يبدو لي معقولا “.

وأوضح الخبير الفرنسي المقيم بالولايات المتحدة أن تعميم الحماية الاجتماعية على جميع المغاربة أمر ضروري من أجل تحسين فعالية النظام الصحي، مبرزا أن تسريع إرساء قواعد الحماية الاجتماعية أمر بالغ الأهمية، خاصة في أوقات الأزمات.

وبخصوص فتح قطاع الصحة أمام الكفاءات الأجنبية والاستثمار الأجنبي، اعتبر السيد دادوش أن كل ما من شأنه ” فتح المغرب على المعارف والمنافسة الدولية فهو نهج صحي”.

وأضاف “إنه لأمر مطمئن أن نرى المغرب يواصل التزامه بسياسة الانفتاح والتعلم قدر الإمكان من الممارسات الفضلى” على الصعيد الدولي.

وخلص الخبير في مركز السياسات من أجل الجنوب الجديد إلى إبراز التقدم المحرز في حملة التلقيح في المغرب والتي ستسمح ، في نظره، بإعادة فتح الاقتصاد الوطني بشكل أوسع.

و أكد الأستاذ الجامعي ونائب رئيس الشؤون العالمية بالجامعة الأمريكية “نيو-إنغلاند” أنور ماجد أن ورش الحماية الاجتماعية الذي أطلقه جلالة الملك محمد السادس، يعكس “المكانة المتميزة” التي يحتلها المواطن المغربي ضمن أولويات جلالته.

وقال السيد ماجد، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، تعقيبا على تنزيل مشروع تعميم الحماية الاجتماعية، الذي ترأس حفل إطلاقه صاحب الجلالة الملك محمد السادس، أمس الأربعاء بالقصر الملكي بفاس إن “هذه المبادرة التاريخية تمثل من دون شك فصلا جديدا مجيدا في عهد جلالة الملك محمد السادس وفي مسيرة المغرب نحو مستقبل أفضل”.

وبالنسبة للأستاذ الجامعي المغربي الأمريكي، يبين هذا الورش الكبير أن جلالة الملك “يضع المواطنين المغاربة في مقدمة أولوياته كقائد للأمة”.

واعتبر ماجد، الذي يشغل أيضا مدير الحرم الجامعي لطنجة بجامعة (نيو إنغلاند) ومؤلف للعديد من الأعمال في السياسة والتاريخ، أن “إطلاق مثل هذا البرنامج الهام للحماية الاجتماعية في وقت يكون الاقتصاد تحت الضغط هو ببساطة ثورة”.

وأضاف أن جلالة الملك، وعيا منه بأن مواطنيه يشكلون أفضل رأسمال للمغرب، سيتيح من خلال هذه المبادرة المهمة للعاملين في القطاع غير المهيكل والفئات الهشة الأخرى، الحصول على حماية من البطالة والتأمين الصحي.

وسجل ماجد أنه “في الوقت الذي تحاول فيه العديد من البلدان الصمود أمام الأزمات، يفكر جلالة الملك على المدى البعيد، حيث يخطط للحظة التي سيخرج فيها المغرب من الوباء ويبدأ في إعادة بناء مستقبله بنفس الحماس والدينامية التي اتسمت بها أعماله منذ اعتلاء جلالته العرش سنة 1999”.

وأضاف أن “هذه المبادرة التاريخية تشكل من دون شك فصلا جديدا مجيدا في عهد جلالة الملك محمد السادس وفي المسيرة المستمرة للمغرب نحو مستقبل زاهر ، حيث يحق للأغنياء والفقراء أن يعيشوا حياة كريمة من خلال عملهم وحبهم للوطن ولعاهله”.

وأشار، في هذا الصدد، إلى أن ما يميز المغرب – وهو بلد يصنف في كثير من الأحيان على أنه دولة ذات دخل منخفض – هو قدرته على اتخاذ تدابير جريئة لا يمكن إلا للقوى الاقتصادية العظمى والدول الغنية تحملها.

واعتبر الأستاذ الجامعي المغربي الأمريكي أن “ذلك يدل على أن الاحتياطيات النقدية التي تتوفر عليها أو مبلغ الدين الذي يمكنك إصداره لا يكفي لوحده، تحتاج البلدان إلى رؤية وإحساس قوي بالتضامن – وهو شيء يمتلكه المغاربة بكثرة – للتغلب على الأوقات الصعبة، وهذه لحظة أخرى من تاريخنا يجب أن نعتز بها “.

و اعتبر الباحث الأكاديمي بجامعة الحسن الثاني الدار البيضاء والمحلل السياسي عـتيـق السعيد أن تنزيل الورش الكبير المتعلق بتعميم الحماية الاجتماعية، الذي ترأس صاحب الجلالة الملك محمد السادس، أمس الأربعاء بالقصر الملكي بفاس حفل إطلاق تنزيله وتوقيع الاتفاقيات الأولى المتعلقة به، يشكل مرحلة جديدة فاصلة في طريق النهوض بالعنصر البشري.

وأضاف السعيد، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء الخميس، أن هذا الورش الكبير الذي يهم تعميم الحماية الاجتماعية أشرف على هندسته جلالة الملك، من خلال مسار طويل من الجهود الرامية نحو تثمين وتعزيز حضور الدولة الاجتماعية بكل مقوماتها كحصن آمن للمواطنين في مختلف الظروف والمتغيرات.

وأشار إلى أن هذا المشروع الملكي هو بمثابة داعم أساسي مستمر لتجويد نمط عيش المواطنين وصيانة كرامتهم، لاسيما في سياق تداعيات الجائحة والأزمات العالمية والتقلبات الاقتصادية، مشيرا إلى أن هذا المشروع المجتمعي الشامل والمتكامل يعتبر لبنة أساسية في عملية استكمال تحقيق التنمية المتوازنة، وكذا العدالة الاجتماعية والمجالية.

وواصل أن تنزيل ورش تعميم الحماية الاجتماعية يعتبر الانطلاقة الأولى للتفكير في بلورة تصور اجتماعي متكامل بالمغرب، بما يتماشى مع كل التحولات الحديثة والمكتسبات، سواء على مستوى بنيات الدولة أو التي فرضتها تداعيات الجائحة العالمية.

وبذلك، يضيف المتحدث ذاته، فهذا الورش الاجتماعي يعد منعطفا جديدا هاما يعكس تصور جلالته الاستشرافي للإصلاح المتين والدائم للمجال الاجتماعي، وكذا رؤيته الاستباقية في ترميم تداعيات وآثار الجائحة على القطاع غير المهيكل، ونسيج الاقتصاد الوطني، بما يوفر الحماية الاجتماعية والاقتصادية لجميع الأسر، ويصون حقوقها المشروعة، وبالتالي تحقيق الاستقرار والتوازن الاجتماعي القار.

وأبرز أن تنزيل جلالته الحماية الاجتماعية الشاملة يأتي في سياق دولي يتميز بمجابهة جائحة كوفيد-19 وتداعياتها، بما يبرهن على أن تحسين عيش المواطن أينما كان يشكل أولوية كبرى في بناء العنصر البشري، وعماد الدولة وتفاعلاتها مع سياستها بمجال الدعم الاجتماعي الموجه إلى الفئات الهشة والفقراء، حيث إن جلالته جعل من تعميم الحماية الاجتماعية بداية واعدة لتحسين وضبط فعاليةونجاعة البرامج الاجتماعية تدريجيا على المدى القريب والمتوسط، وجعلها محصنة للمجال عبر كافة فئات المجتمع.

وأكد أن جلالة الملك يقود ثورة حقيقية بتوسيع الحماية الاجتماعية وبناء تصور جديد كلي، وغير مسبوق، للنهوض بوضعية المواطن الاجتماعية، وتعزيز قوة المجال الاجتماعي من خلال تعميم الحماية الكاملة لتشمل الأشخاص الذين لا يتوفرون عليها، وكل ذلك من أجل تقوية حركية النسيج المجتمعي، والتقليص من الفقر ومحاربة الهشاشة.

Exit mobile version