Site icon أشطاري 24 | Achtari 24 – جريدة الكترونية مغربية

خبراء يقللون من خطورة “مو” على المغرب

كشف الطيب حمضي الطبيب والباحث في السياسات والنظم الصحية، أن متحور “مو” من فيروس كورونا المستجد لا يشكل، لحد الساعة، أي مصدر للقلق بالنسبة للمغرب أو لباقي دول العالم، وذلك على ضوء المعطيات العلمية المتوفرة حول هذا المتحور وآراء الخبراء والمتتبعين للوضع الوبائي المرتبط بجائحة كوفيد-19 عبر العالم.

وقال حمضي في تحليل لمستجدات الوضع الوبائي، إن انتشار هذا المتحور، الذي ظهر للمرة الأولى بكولومبيا، ما يزال ضعيفا جدا على المستوى العالمي، حيث إنه لا يشكل سوى 0.1 في المئة من عدد الإصابات الجديدة بفيروس كورونا “حالة واحدة من أصل كل 1000 إصابة جديدة بفيروس كورنا عبر العالم”.

وأبرز الباحث في السياسات والنظم الصحية أن منظمة الصحة العالمية صنفت متحور “مو” ضمن خانة المتحورات الجديرة بالاهتمام، التي قد تتمكن من التغلب على الأجسام المضادة التي تنتجها اللقاحات، أو مقاومة الأجسام المضادة الناتجة عن إصابة سابقة بفيروس كورونا، غير أن هذه الفرضيات، يضيف حمضي، مبنية فقط على أساس تحليلات ودراسات أولية بالمختبرات وليست دراسات واسعة في الحياة الواقعية، وهو ما يجعل من هذا المتحور محل اهتمام وتتبع فقط وليس مصدر قلق، وأضاف أن الخبراء يعتقدون أن هذا المتغير لن يصل إلى مستوى خطورة متحور “دلتا” ويستبعدون أيضا أن يكون سريع الانتشار كما هو الحال بالنسبة لسلالة دلتا.

وأشار إلى أن ظهور طفرات جديدة من فيروس كورونا المستجد أمر طبيعي مع تواصل تفشي الجائحة وانتقال الفيروس من شخص لآخر، موضحا أن معظم هذه الطفرات ليست ذات أهمية تذكر، ولا تمتلك خصائص مختلفة عن الشكل الأصلي للفيروس، من حيث سرعة الانتشار والخطورة.

وسجل، أن المتحورات المثيرة للقلق، وفقا لتصنيف منظمة الصحة، هي المتحورات التي تظهر “زيادة قدرة الفيروس على الانتقال الواسع”، أو “تغييرا في الأعراض السريرية للمرض”، أو تلك التي تتسبب “بانخفاض فعالية وسائل التشخيص أو اللقاحات أو العلاجات المتوفرة”.

و ذكر حمضي أن منظمة الصحة العالمية اعتمدت في تصنيفها لمتحورات فيروس كورونا المستجد على الأبجدية اليونانية وذلك لتفادي تمسية السلالات الجديدة نسبة للدول التي ظهرت فيها لأول مرة تجنبا لوصم هذه البلدان، وخلص حمضي إلى ضرورة الالتزام بالاجراءات الاحترازية من تباعد اجتماعي وارتداء للكمامة الواقية، والإقبال المكثف على التلقيح لكسر سلسلة انتشار الفيروس وتجنب ظهور طفرات جديدة.

وقال الدكتور جمال الدين البوزيدي، الأخصائي في الأمراض الصدرية والحساسية والمناعة، إن المغرب يعتبر نموذجا رائدا في مجال التلقيح قاريا وإقليميا، وسجل البوزيدي ، أن المغرب استأثر بنسبة 50 في المائة من اللقاحات التي تم توزيعها في مجموع القارة الإفريقية، ما بوأه مكانة ضمن نادي الدول العشرين الناجحة في مجال التلقيح ضد فيروس كورونا المستجد، مبرزا أن المملكة كانت دائما تتغلب على موجات الوباء بنجاح بفضل “القرارات الشجاعة والجريئة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، وتضافر جهود المواطنين والسلطات الصحية والأمنية”.

وأبرز أن حملة التلقيح الوطنية الناحجة، لا سيما في صفوف الفئات الهشة كالمسنين وذوي الأمراض المصاحبة، مكنت من تجاوز تداعيات الموجة الرابعة من تفشي الجائحة بنجاح والخروج ، مشيرا إلى أن نسبة مرتفعة من الإصابات الجديدة بكوفيد-19 سجلت في صفوف الشباب واليافعين.

وأكد، في هذا الصدد، على أهمية تلقيح الأطفال لما له من آثار صحية واجتماعية إيجابية على هذه الفئة العمرية، مشيرا إلى أن التلقيح يوفر مناعة ضد الأعراض الحادة للمرض، كما يمكنهم من متابعة تعليمهم حضوريا وما يمنحه لهم ذلك من مزايا تحصيلية ونفسية واجتماعية .

ودعا الأخصائي كافة المتخلفين عن تلقي اللقاحات إلى التعجيل بأخذ جرعاتهم، مشيرا إلى أن دراسات دولية أظهرت أن الغالبية العظمى ممن توفوا جراء الإصابة بكوفيد -19 كانوا من غير الملقحين.

وبخصوص اللقاحات المتداولة في المغرب، أوضح أنها شبه متكافئة من حيث المزايا والفعالية والأمان، مبرزا في هذا الصدد أن لقاح “سينوفارم” يمتاز بأمانه بفضل تقنية تطويره التقليدية والمجربة على مدى عقود طويلة، بينما يمتاز لقاح “فايزر” بفاعليته المجربة رغم حداثة التقنية التي يعمل بها والتي لا زال الوقت مبكرا على التنبؤ بأمانها على المدى المتوسط والبعيد.

و أكدت وزارة التربية الوطنية والتكوين المهني والتعليم العالي والبحث العلمي ، مجددا ، أن أولياء أمور جميع المتمدرسين في التعليم العمومي والخصوصي والتعليم العتيق ومدارس البعثات الأجنبية وكذا متدربي التكوين المهني، بإمكانهم اختيار مركز التلقيح بدون شرط عنوان السكن، وحسب نوع اللقاح الذي يرغبون في تطعيم بناتهم وأبنائهم به، كما شددت الوزارة في بلاغ على أن الاستفادة من التلقيح عملية مجانية وتطوعية ومشروطة بموافقة أولياء أمور المتعلمات والمتعلمين.

ودعا البلاغ أولياء الأمور إلى الاطلاع على لائحة مراكز التلقيح واختيار المركز الذي يرغبون في التوجه إليه، حاثا إياهم على الانخراط بكثافة في هذه العملية الهامة التي ستمكن من حماية بناتهم وأبنائهم وذويهم، وتحقيق المناعة الجماعية التي ينشدها الجميع.

ووفق الوزارة، فإن عملية تلقيح الفئة العمرية ما بين 12 و17 سنة، التي انطلقت يوم 31 غشت الماضي في جميع مراكز التلقيح المتواجدة على مستوى 419 مؤسسة تعليمية، تعرف إقبالا كبيرا ومكثفا من طرف الأسر والمتعلمين.

وقد تم الإعلان عن لائحة هذه المؤسسات من طرف الوارة الوصية والأكاديميات الجهوية للتربية والتكوين والمديريات الإقليمية عبر مواقعها الإلكترونية وصفحاتها الرسمية عبر مواقع التواصل الاجتماعي، مع تحديد اللقاح المتوفر في كل مركز (فايزر أو سينوفارم)،

Exit mobile version