Site icon أشطاري 24 | Achtari 24 – جريدة الكترونية مغربية

خطاب ملكي ينتصر للقيم ويدعو إلى استثمارها في بناء العمران والإنسان

مرة أخرى ينتصر الخطاب الملكي للقيم المغربية الأصيلة، ويعتبرها أساس البناء، بناء العمران والإنسان، حيث دعا جلالته، في الخطاب الموجه إلى البرلمانيين بمناسبة افتتاح الدورة الخريفية، إلى مواصلة التشبث بهذه القيم، اعتبارا لدورها في ترسيخ الوحدة الوطنية، والتماسك العائلي، وتحصين الكرامة الإنسانية، وتعزيز العدالة الاجتماعية. وخاصة في ظل ما يعرفه اليوم، من تحولات عميقة ومتسارعة، أدت إلى تراجع ملحوظ في منظومة القيم والمرجعيات، والتخلي عنها أحيانا.
وتبقى القيم بلا معنى إن لم يتم اختبارها على أرض الواقع، حيث كان المغاربة على موعد مع تجربة إنسانية كبيرة، إذ أن الفاجعة المتجسدة في زلزال الحوز، شكلت المحك أمام المغاربة، وفي هذا الصدد قال جلالته إنه رغم هول الفاجعة، فإن ما يخفف من مشاعر الألم، ويبعث على الاعتزاز، ما أبانت عنه فعاليات المجتمع المدني، وعموم المغاربة، داخل الوطن وخارجه، من مظاهر التكافل الصادق، والتضامن التلقائي، مع إخوانهم المنكوبين.
كما عبر جلالته عن إشادته بالتضحيات، التي قدمتها القوات المسلحة الملكية، ومختلف القوات الأمنية، والقطاعات الحكومية، والإدارة الترابية، لإنقاذ ومساعدة سكان المناطق المتضررة.
القيم هي أخلاق لا يمكن معرفة صدقها إلا بالتجربة الاجتماعية، وهو ما أبان عنه المغاربة ملكا وشعبا، الذين وقفوا وقفة رجل واحد لمساندة ضحايا الزلزال، الذين أمر جلالته بمواصلة العناية بهم والاستمرار في البرنامج الإنقاذي، والإسراع بتأهيل وإعادة بناء المناطق المتضررة، وتوفير الخدمات الأساسية.
ولاتوجد قيم بلا تعريف، فالقيم المغربية هي لك هي الروح والقيم النبيلة، التي تسري في عروقنا جميعا، والتي نعتبرها الركيزة الأساسية، لوحدة وتماسك المجتمع المغربي. بتعبير جلالة الملك، وهي قيم وطنية جامعة، كرسها دستور المملكة، وتشمل كل مكونات الهوية المغربية الأصيلة، في انفتاح وانسجام مع القيم الكونية.
ورفعا لكل لبس يمكن أن يخلقه الحديث عن القيم حدد لها جلالته ثلاث ركائز أساسية:
-القيم الدينية والروحية: وفي مقدمتها قيم الإسلام السني المالكي، القائم على إمارة المؤمنين، الذي يدعو إلى الوسطية والاعتدال، والانفتاح على الآخر، والتسامح والتعايش مع مختلف الديانات والحضارات. وهو ما يجعل المغرب نموذجا في العيش المشترك، بين المغاربة، المسلمين واليهود، وفي احترام الديانات والثقافات الأخرى.
– القيم الوطنية التي أسست للأمة المغربية، والقائمة على الملكية، التي تحظى بإجماع المغاربة، والتي وحدت بين مكونات الشعب المغربي، وعمادها التلاحم القوي والبيعة المتبادلة، بين العرش والشعب.
كما يعد حب الوطن، والإجماع حول الوحدة الوطنية والترابية، من ثوابت المغرب العريقة، التي توحد المغاربة، والتي تشكل الإطار الذي يجمع كل روافد الهوية الوطنية الموحدة، الغنية بتنوعها.
– قيم التضامن والتماسك الاجتماعي، بين الفئات والأجيال والجهات، التي جعلت المجتمع المغربي كالبنيان المرصوص، يشد بعضه بعضا.
وانتقالا من تجسيد هذه القيم في مجال التضامن بعد الزلزال المدمر انتقل جلالته على تنزيل مفهوم على القيم على مدونة الأسرة، انطلاقا من تقديس الأسرة، التي جاءت في الرسالة التي وجهها جلالته إلى رئيس الحكومة، حيث يضع جلالته مفهوما للأسرة ” إن الأسرة هي الخلية الأساسية للمجتمع، حسب الدستور، لذا نحرص على توفير أسباب تماسكها”، ولا يمكن لأي فكر أن يتجدد في غياب تعريف دقيق لنواته الأصلية وفي هذا السياق كان لزاما تعريف الأسرة قبل أي شيء.

Exit mobile version