تتواصل موجة الحر التي تجتاح المغرب خلال الأيام القادمة، حيث من المتوقع أن تتجاوز درجات الحرارة 45 درجة مئوية في عدة مناطق، ما يثير قلق خبراء الصحة بشأن فئات المجتمع الأكثر عرضة للخطر، لا سيما كبار السن.
تُعتبر فئة المسنين من بين الفئات الأضعف أمام تأثيرات الحرارة الشديدة، بسبب انخفاض قدرة أجسامهم على التكيف مع درجات الحرارة المرتفعة. فالشيخوخة تؤدي إلى ضعف الشعور بالعطش وقلة فعالية التعرق، بالإضافة إلى انخفاض احتياطي الماء في الجسم نتيجة تناقص كتلة العضلات.
ومع تراجع الشعور بالعطش، يصعب على كبار السن التعويض عن السوائل المفقودة، مما يزيد من خطر الإصابة بالجفاف، الذي قد يتطور إلى مضاعفات خطيرة مثل التعب الشديد، والصداع، واضطرابات في السلوك.
وأحد أخطر المضاعفات هو ضربة الشمس، التي تنجم عن ارتفاع درجة حرارة الجسم بشكل مفاجئ، وتتسبب في صداع حاد، واحمرار الجلد، واضطرابات وعي قد تصل إلى فقدان الوعي.
لتفادي هذه المخاطر، تنصح الجهات الصحية بعدة إجراءات وقائية، منها:
الحرص على شرب كميات كافية من الماء بشكل منتظم، حتى عند عدم الشعور بالعطش.
البقاء في الأماكن المكيفة أو الظليلة، وتجنب التعرض لأشعة الشمس خلال ساعات الذروة.
تبريد الجسم عبر الاستحمام بماء فاتر أو ترطيب الجسم بقطعة قماش مبللة.
ارتداء ملابس خفيفة وفضفاضة تسمح بمرور الهواء.
تناول وجبات خفيفة تحتوي على الفواكه والخضروات الطازجة.
التقليل من النشاط البدني أثناء فترات الحر الشديد.
مراقبة أعراض الجفاف أو ضربة الشمس واللجوء إلى الرعاية الطبية عند الحاجة.
يُذكر أن الأشخاص الذين يعانون من أمراض مزمنة مثل السكري وارتفاع ضغط الدم أو مشاكل القلب، هم أكثر عرضة لمضاعفات الحرارة، ويجب عليهم توخي الحذر بشكل خاص.
مع استمرار ارتفاع درجات الحرارة، تؤكد الجهات المختصة على ضرورة تكثيف الجهود التوعوية واتخاذ الإجراءات الوقائية لضمان سلامة كبار السن وحمايتهم من أخطار موجة الحر المتزايدة في ظل التغيرات المناخية العالمية.