Site icon أشطاري 24 | Achtari 24 – جريدة الكترونية مغربية

دعاة التعريب والسياسة التعليمية وبنكيران يركب الموجة

 

من حق أي تيار أن يدافع عن أطروحاته، وينبغي أن نكون في صفه في حدود الحق في إبداء رأيه، لكن لما يتحول الأمر إلى مواجهة في الشارع هنا يصبح التموقف منه ملزما، وهكذا ينبغي التعامل مع دعاة التعريب، الذين التأموا في بيت امحمد الخليفة، الوزير السابق الذي كانت عقدته الوحيدة أنه يعرف لغة وحيدة لم تخوله العودة إلى المناصب الوزارية، وانضم إليه عبد الإله بنكيران، رئيس الحكومة المعزول، وكل واحد من المجتمعين له قصة وخلفية.

بعيدا عن الخلفيات والدواعي الخفية لهذه الغضبة من أجل اللغة العربية، واغلب المنتسبين إلى التكتل الجديد لا يتقنون اللغة العربية، وعندما يتحدثون يجعلون تكره “العربية” بدل أن تحبها، ومن العيب أن تجعل من لغة جميلة لغة خشنة، وجلهم له رطانة وركاكة، ولسنا ممن يطلب من الجميع أن يكون فصيحا، ولكن فقط لنعرف أن المجموعة لها أغراض أخرى. وكما قلنا لنبتعد شيئا عن النوايا، رغم أنها تطارد أي شخص يقرأ الخطاب..النية حاضرة دائما في فهم القصد من الكلام والفعل.

ولكن نحن سوف نطرح على هؤلاء التحدي التالي: هب أن الحكومة ممثلة في وزارة التربية والتعليم قالت لكم: أنا عطيت حماري. لم يعد لدي ما أضيفه في الميدان. ما هو تصوركم للسياسة التعليمية.

المشكل أيها السادة أعمق من لغة التدريس، ويمتد إلى السياسة التعليمية برمتها. لكن لغة التدريس اليوم هي جزء من الأزمة وبالتالي لا يمكن التوقف النهائي حتى نعثر على نموذج تعليمي. قد تكون العربية لغة العلوم في سياق محدد. في المغرب هناك سياق مختلف، والتعريب كان مجرد سياسة بعيدة عن السياسة التعليمية، والحاجة إلى ضرورة الانفتاح مهمة.

القانون الإطار نص على تدريس بعض المواد باللغات الأجنبية وليس الفرنسية وحدها كما يروج دعاة التعريب. دون أن ننسى أن الدعوة إلى التعريب إيديولوجية وغير علمية. إيديولوجية لأنها تم تطبيقها في مرحلة معينة ولم يكن الغرض منها الرفع من مستوى التعليم، ولكن كان الغرض منها المواجهة السياسية لتيارات معينة كما دفعت بها لوبيات قصد خدمة أغراض لها علاقة بتكوين النخب. وبالتالي لا يمكن لأناس يرطنون في العربية أن يدافعوا عنها.

لو كان الدفاع عن العربية مشروعا علميا لتم تبنيه. فكل الاستدلالات التي جاء بها بيان من “تنادوا” إلى الاجتماع بمنزل الخليفة هي استدلالات باطلة. تدريس العلوم باللغات الأجنبية لن يضر اللغة العربية في شيء، بدليل أن كثيرا من الدول الإسلامية غير العربية متقدمة علينا في مستوى اللغة العربية، وتاريخيا العديد من علماء اللغة العربية لم يكونوا عربا بتاتا، بل مؤسسو النحو والصرف والعروض لم يكونوا عربا.

كل دفوعات المجموعة ليس لها منطق واستدلالاتهم تدخل ضمن الاستدلال الباطل ولعل الريسوني سيفهم هذا المصطلح إن كان ما يدعيه من معرفة بالعلوم الإسلامية حقيقي.

Exit mobile version