Site icon أشطاري 24 | Achtari 24 – جريدة الكترونية مغربية

دوريات أمنية تجوب محيط المدارس

تتجه المديرية العامة للأمن الوطني، الى العمل على استراتيجية مندمجة ومتكاملة لتأمين المؤسسات التعليمية على الصعيد الوطني، جمعت بين الجانب الوقائي والتواصلي المتمثل في تقديم حصص التوعية والتحسيس لفائدة المتمدرسين بمختلف مستوياتهم، فضلا عن الجانب الزجري المتمثل في العمليات الأمنية التي تباشرها الفرق المختلطة المكلفة بتأمين محيط المؤسسات التعليمية.
ويعمل الأمن الوطني، في الجانب الوقائي، ضمن خلايا التحسيس في الوسط المدرسي التابعة لمصالح الأمن الوطني بزيارات مؤسسات للتعليم العمومي والخاص بمختلف المناطق الحضرية على الصعيد الوطني، وهي الزيارات التي تمكن من تقديم حصص للتوعية من مخاطر استهلاك المخدرات والجريمة وتعزيز منسوب الحصانة ضد الجنوح والانحراف، وفي الجانب الزجري من هذه الاستراتيجية، خصصت المديرية العامة للأمن الوطني 824 دورية دائمة تعمل في إطار الفرق المختلطة المكلفة بتأمين محيط المؤسسات التعليمية، نفذت خلال الموسم الدراسي المنصرم 6659 تدخلا أمنيا، أسفرت عن إيقاف 11 ألف و28 شخصا يشتبه في ارتكابهم لجنايات وجنح مختلفة، وقد بلغ عدد القضايا المسجلة على خلفية هذه العمليات الأمنية في محيط أو بالقرب من المؤسسات التعليمية 9462 قضية زجرية، من بينها 2597 قضية تتعلق باستهلاك وترويج المخدرات، فضلا عن 1602 قضية تتعلق بالعنف في حق التلاميذ و738 قضية تتعلق بالسرقة.. إلخ.
وتندرج الحصيلة الأمنية في إطار المجهودات المكثفة التي تبذلها خلايا التحسيس في الوسط المدرسي والفرق الأمنية المختلطة المكلفة بتأمين محيط المؤسسات التعليمية التابعة للمديرية العامة للأمن الوطني، من أجل توطيد الوقاية من مختلف أنواع الجرائم، وكذا زجر كل مظاهر الجنوح التي تستهدف أو ترتكب في محيط الوسط المدرسي.
من جهته أكد اسماعيل الحلوتي استاذ باحث، أنه وسط استياء عديد الأسر المغربية، وخاصة تلك التي يدرس أبناؤها في التعليم العمومي، ليس فقط بسبب ما عرفته المستلزمات المدرسية من قفزة غير مسبوقة في الأثمنة الخيالية، بل كذلك بسبب تخوفاتها مما قد يحدق بفلذات أكبادها من مخاطر ويهدد سلامتهم في المحيط المدرس، موضحا ان معظم الأسر المغربية تشتكي كذلك من انعدام الأمن بمحيط المؤسسات التعليمية. حيث أن هناك عدة ظواهر سلبية ما فتئت تتفاقم في السنوات الأخيرة تؤرق بال الأمهات والآباء وتقض مضاجع المسؤولين على السواء، دون التوصل إلى إيجاد الحل الأمثل للقضاء عليها وإعادة السكينة والطمأنينة للجميع.
وقال الحلوتي، وتتعدد هذه الظواهر حسب المدن ومحيط المؤسسات التعليمية، كما أنها لم تعد منحصرة فقط في المدن الكبرى أو في مدن دون أخرى، بل عمت سائر المدن وتتفاحش مع بداية كل موسم دراسي جديد. حيث يتوافد على محيط المؤسسات الإعدادية والثانوية عدد من الغرباء والتلاميذ القدماء من أجل التحرش بالتلميذات والتغرير بالقاصرات، وتعقبهن من أمام أبواب المدارس والفضاءات المحيطة بها سواء عبر دراجات نارية أو على أرجلهم وغير ذلك، فضلا عن تنامي حالات السرقة والاعتداء الجسدي على المتعلمين إثر قلة الأمن، مما أضحى يهدد سلامتهم الجسدية ويؤثر سلبا على مسارهم الدراسي. وهو ما يرفع من وتيرة تقديم الشكايات للجهات الأمنية حول ما تتعرض له الفتيات من مضايقات في واضحة النهار، ناهيكم عند الصباح الباكر ونهاية آخر الحصص في فترة المساء، بسبب الساعة المضافة قسرا (غرنتش+ ساعة).
وأوضح الحلوتي، وهناك أيضا تفشي ظواهر أخرى أمام المؤسسات التعليمية، منها على سبيل المثال لا الحصر إجراء مباريات في كرة القدم أو سباقات على الدراجات النارية، حيث يقوم بعض المتهورين باستعراض مهاراتهم في القيادة وبعض الألعاب البهلوانية، التي من شأنها أن تؤدي إلى وقوع الحوادث وتعرض حياتهم وحياة التلاميذ إلى الخطر، مما يخلف نوعا من الانزعاج والهلع في صفوف المتعلمين وحتى المارة بالقرب من هذه المدارس العمومية، والأخطر من ذلك هو تفشي ظاهرة ترويج واستهلاك المخدرات بجوار المؤسسات التعليمية وداخلها، إذ يجد بعض منعدمي الضمير والمجرمين ضالتهم في التلاميذ المراهقين، ويجعلون منهم مجالا خصبا لزرع سمومهم والرفع من أعداد زبنائهم. ويتضح ذلك من خلال ما سبق للمركز الوطني للوقاية والبحث في الإدمان أن كشف عنه، من أن نسبة استهلاك المخدرات تصل إلى 25 في المائة بين الشباب الذين يتعاطون مختلف أنواع المخدرات بصفة منتظمة، وتبلغ حوالي 10 في المائة بالنسبة لمن هم في المراحل التعليمية الدنيا والمتوسطة. وهو ما يفسر تنامي العنف بجميع أشكاله وخاصة الاعتداء على الأطر التربوية والإدارية في مؤسساتنا التعليمية. ويؤكد عدد من المهتمين بالشأن التربوي أن ترويج الحبوب المهلوسة والمخدرات وحتى المشروبات الروحية، وإقدام المتعلمين إناثا وذكورا على استهلاكها بشكل لافت ومقلق، بات في السنوات الأخيرة أمرا واقعا وشائعا.

وأشار الحلوتي، أنه من باب الأمانة، لا بد لنا من الإقرار بأن المديرية العامة للأمن الوطني ما فتئت تبذل جهودا محمودة في اتجاه حماية المواطنين وممتلكاتهم، من خلال محاربة كل أشكال الجريمة والانحراف. وقد بادرت مشكورة في الموسم الدراسي الفارط 2021/2022 إلى إفراد استراتيجية خاصة، بهدف تطهير وتأمين محيط المدارس على الصعيد الوطني، تعتمد على الجمع بين الجانب الوقائي والتواصل المتمثل في تقديم حصص التوعية والتحسيس لفائدة التلاميذ في جميع المستويات الدراسية. والجانب الزجري القائم على الدوريات الأمنية الدائمة التي خصصتها المديرية في إطار الفرق المختلطة المكلفة بإشاعة الأمن في المحيط المدرسي، والتي نفذت عدة تدخلات أسفرت عن إيقاف آلاف الأشخاص من المشتبه في ارتكابهم لجنايات وغيرهم من المنحرفين والمتسكعين.، واضاف الحلوتي، ذلك أنها حرصت في هذا الإطار على إيفاد خلايا للتحسيس في الأوساط المدرسية التابعة لمصالحها الأمنية، التي قامت بزيارات منتظمة همت آلاف المتعلمين ذكورا وإناثا في عدد كبير من مؤسسات التعليم العمومي والخصوصي في الابتدائي والثانوي الإعدادي والثانوي التأهيلي في كافة المناطق الحضرية على الصعيد الوطني، وهي زيارات مكنت من تنظيم حصص للتوعية بمخاطر استهلاك المخدرات والجريمة، وتعزيز منسوب الحصانة ضد الجنوح والانحراف.

Exit mobile version