Site icon أشطاري 24 | Achtari 24 – جريدة الكترونية مغربية

رئيس الحكومة بين الواجب والتسلية

يقدم رئيس الحكومة نموذجا سيئا للغاية. نموذج لا يميز بين الواجب والتسلية. كل واحد منا يحب لحظات متعة ذاتية، لكن ليست على حساب الواجب. هذا ما يدعونا للوقوف مع كلام رئيس الحكومة، الذي برر اختزال تدخل خلال تقديم حصيلة الحكومة أمام البرلمان بمشاهدة مباراة لكرة القدم. لأن من يستشيره رئيس الحكومة أوحى له بأن المغاربة “يموتون” في هذا النوع من المقابلات وبالتالي فإن فعله هذا سيكون له مفعول تواصلي كبير.
لكن ما لم يفطن له رئيس الحكومة في هذا السلوك هو أنه يقدم نموذجا سيئا للغاية. هل يمكن أن نترك الواجب قصد مشاهدة مباراة في كرة القدم مهما كان الفريق الذي يلعبها؟ في رأينا حتى لو كانت مباراة يلعب فيها المنتخب المغربي لكرة القدم، لا يمكن القيام بذلك.
حضور رئيس الحكومة إلى البرلمان، من أجل الجلسة الشهرية لمساءلة السياسات العامة للحكومة، أو تقديم الحصيلة الحكومية في نصف الولاية الأولى، ليس منة منه للمنتخبين نوابا ومستشارين ولكنه خضوع للدستور والقوانين وهو بالنتيجة “شغل”. من المهام التي يتقاضى عنها رئيس الحكومة راتبا وتعويضات هي هذه المهام.
ضاعت ووجدناها. رجل الشرطة الذي يمارس مهامه سواء في تتبع عناصر الجريمة أو يكون واقفا في المدارة وقت مباراة كرة القدم، التي يكون المشارك فيها المنتخب المغربي أو أحد الدربيات الأوروبية التي يعشقها المغاربة، والبوليسي مواطن أيضا ويعشق المباريات، فهل يرخص له أخنوش بترك مهامه لمشاهدة المباراة؟
طبعا لا. وطبعا لا أيضا ليترك رئيس الحكومة شغله بالبرلمان من أجل مباراة لكرة القدم.
رجل الشرطة، الذي اتخذناه نموذجا والنماذج كثيرة، هل يحق له ترك مكانه في العمل والذهاب لصلاة الجمعة؟ وصلاة الجمعة مفروضة شرعا. وسقطت هنا عن العامل الذي لا يجد وقتا للصلاة لأن في تركه عملَه ضياع المصلحة العامة. فكيف تترك يا رئيس الحكومة، تقديم الحصيلة وتختزلها لمجرد مباراة في كرة القدم لها عشاقها، لكن خارج العمل؟
قياسا على ما قام به رئيس الحكومة، نقول إن أغلب الموظفين يعشقون مشاهدة مباريات في كرة القدم، وخصوصا مباريات لفرق أوروبية بعينها. يحق لهم بمنطق رئيس الحكومة ترك عملهم إذا صادف توقيت هذه المباريات أوقات العمل، والذنب و”التقليد” على عزيز أخنوش، رئيس الحكومة، الذي ترك تقديم الحصيلة الحكومية، وهي أهم عنوان في هذه المرحلة التي يمكن أن نبني عليها المستقبل، تركها فقط من أجل مشاهدة مباراة في كرة القدم.
هذه القضية تعني أن رئاسة الحكومة تعاني من هشاشة، لأن رجال الدولة يزنون كل شيء يقولونه أو يقومون به، لأن رجل الدولة يهمه منطق الأشياء لا ما يحقق رغبات البعض، لكن “فتوى” الاختزال من أجل المباراة انتخابية وبسيطة وتعمق الهشاشة السياسية عند رئيس الحكومة.

Exit mobile version