التعامل مع الكوارث أصبح اليوم علما ولم يعد متروكا للهواة، والمغرب بفضل الله تعالى وبتعليمات ملكية صارمة اكتسب تجربة كبيرة في تدبير مواضيع الكوارث الطبيعية، وساعدته المشاركات في الكثير من مواقع الكوارث بالعالم على تطوير مهاراته، حيث أصبح لدينا خبرة كبيرة في التعامل مع الفيضانات والزلازل وكل الكوارث الطبيعية، التي لا يمكن التحكم فيها ومادامت خارج إرادة البشر فما علينا سوى أن نكون على أتم الاستعداد في كل لحظة للقيام بالواجب.
الجيش المغربي يعتبر اليوم مركز وقطب رحى التدخلات العاجلة من أجل الإنقاذ، وجلالة الملك محمد السادس باعتباره، القائد الأعلى ورئيس أركان الحرب العامة للقوات المسلحة الملكية، وفي الوهلة الأولى أعطى تعلميات للقوات المسلحة الملكية، بشكل مستعجل، ليلة 9 شتنبر 2023، على إثر الزلزال الذي ضرب منطقة الحوز، لنشر وسائل بشرية ولوجيستية مهمة، جوية وبرية، إضافة إلى وحدات تدخل متخصصة مكونة من فرق البحث والانقاذ، ومستشفى طبي جراحي ميداني.
وتم اتخاذ التدابير الضرورية على مستوى القيادة العليا للقوات المسلحة الملكية والحاميات العسكرية للمملكة، للتواصل والتنسيق مع السلطات المحلية. كما تم نشر وحدات للتدخل، وطائرات، ومروحيات، وطائرات بدون طيار، ووسائل هندسية، ومراكز لوجيستية بعين المكان بهدف تقديم الدعم الضروري لمختلف القطاعات المعنية والساكنة المتضررة.
تحريك كل هذه الوسائل في وقت وجيز يعني أن المغرب أصبح يتوفر على طاقات وقدرات كبيرة في التعبئة السريعة في الأوقات الحرجة، وهذه الخبرة اكتسبها من التكوين المستمر ومن المشاركات الدولية، حيث يحضر المغرب في كل المواقع ففي الحروب التي يعرفها العالم بنا المغرب مستشفيات عسكرية بالأردن لعلاج ضحايا الحرب السورية وفي غزة قدم المساعدات لضحايا الهجوم الإسرائيلي، كما قدم المساعدات لضحايا الزلزال بتركيا وغيرها.
