Site icon أشطاري 24 | Achtari 24 – جريدة الكترونية مغربية

سمك الأسقمري ” خارجة العينين…دارت لڭرون “

بن لكريم الكبير

بمجرد ما تقف عند بائع السمك في الأسواق الشعبية لتسأل عن ثمن السردين باعتباره أرخص وآخر صنف في ترتيب لائحة الأسماك التي يزخر بها بحرنا الأطلسي والبحر الأبيض المتوسط،، والذي يقبل عليه أغلب المواطنين من الطبقات الفقيرة والكادحة،يلطمهم ثمنه عندما يسمعوا أن الكيلغرام الواحد يصل أحيانا إلى ثلاثين درهم.

ويلي تعليقهم على الثمن الذي لم يعهدوه في سنوات قليلة مضت، برد آخر من بائع السمك بقوله بأن سمك الأسقمري ” خارجة العينين…دارت لڭرون “وهو سمك الكابيلا كما يطلق عليه عامة الناس وهو أدنى من السمك جودة ولذة لم يكن يعرف إقبالا لدرجة أن ثمن صندوق واحد كان يباع بعشرين درهم ولم يكن يعرف إقبالا عليه،إلى أن فطن الأجانب لقيمته الغذائية الصحية وأصبح مطلوبا بشكل كبير لدرجة أن صناع معلبات الأسماك أصبحوا يلجؤون إليه أكثر من السردين الذي بدوره تقلصت في السنوات الأخيرة صناعته أو عرضه بالأسواق لتحل محله سمك الكابيلا.

خلال جلسة برلمانية يومه الاثنين الماضي انتفض النائب البرلماني عن التجمع الوطني للأحرار يونس بنسليمان، المحسوب على حزب رئيس الحكومة،ضد النواب الذين اشتكوا من غلاء أسعار الأسماك و المنتجات الفلاحية ووصفهم بـ”المبخسين”.

و قال هذا البرلماني : “ملي تنسمع لائحة الأسعار تيسحاب لي غير فشي بلاد شيوعية فيها ثمن واحد ، في حين أن الأسعار تختلف في الأسواق.. سمعت السردين بـ30 درهم في حين أنه كيتباع بـ13 درهم بمراكش واخا مافيهاش بحر”.

لنؤمن بكلام البرلماني المدافع عن الحكومة،ونقول له إذا كان ثمن كلغ من السردين في مدينة غير بحرية ب13 درهما، سيكون ثمنه بالمدن البحرية لن يتجاوز الخمس دراهم أو الثمانية على أبعد تقدير،إلى هنا نعتبر كلام برلماني الحزب الحاكم موجه لغير المغاربة الذي يكتوون يوميا بأثمنة صادمة للمواد الغذائية ذات الأصل الفلاحي أو التي مصدرها البحر.

كنا ننتظر من هذا البرلماني أن يقول لنا بأن ارتفاع أثمنة الأسماك والخضر و المواد ذات الأصل الفلاحي مرده كما قال بذلك متخصصون إلى الارتفاع المتواصل لأسعار المحروقات التي تعتبر سببا رئيسيا، ناهيك على وجود ممارسات غير مقبولة يلجأ إليها المتحكمون في سوق السمك، من قبيل المضاربات والمنافسة غير الشريفة…ووو…

رمضان على الأبواب وهو الشهر الذي يكثر فيه استهلاك الأسر المغربية للأسماك، ونعرف أن سعرها يرتفع في هذا الشهر لكثرة الإقبال عليها، ويواجه المستهلكون صعوبة متزايدة في شراء السردين، الذي كان يعتبر الخيار الأكثر توفيرا، بعد أن تجاوز سعر الكيلوغرام منه 25 درهما، مما يهدد ميزانيات الأسر ذات الدخل المحدود.

مختصون عزوا أسباب غلاء الأسماك إلى عوامل متعددة، منها الظروف المناخية المرتبطة بالطقس البارد، وارتفاع أسعار الغازوال، بالإضافة إلى زيادة الطلب.

كما أن صغار التجار في سوق السمك يتهمون الوسطاء والتجار بالمضاربة والاحتكار، ما أدى إلى تفاقم الأسعار بشكل غير مبرر، وزاد من معاناة المواطنين الذين يعتمدون على السردين كوجبة رئيسية على موائدهم اليومية.

Exit mobile version