Site icon أشطاري 24 | Achtari 24 – جريدة الكترونية مغربية

شراكات جديدة لتطوير العلاقات بين الرباط وبكين

Image

كشفت مصادر اعلامية صينينة، عن قيام كبير المشرعين الصينيين تشاو له جي بزيارة رسمية ودية إلى كل من المغرب والسنغال وماليزيا خلال الفترة من 11 إلى 20 مايو الجاري، وسيقوم تشاو، رئيس اللجنة الدائمة للمجلس الوطني لنواب الشعب الصيني، بتلك الزيارات تلبية لدعوة من كل من رئيس مجلس النواب المغربي رشيد الطالبي العلمي، ورئيس الجمعية الوطنية السنغالية أمادو مامي ديوب، ورئيس مجلس النواب الماليزي جوهري عبدول.
وكان رئيس اللجنة الدائمة للمجلس الوطني لنواب الشعب الصيني السيد تشانغ ده جيانغ، اعرب عن يقينه بأن العلاقات بين المغرب والصين ستعرف تطورا ملحوظا في المستقبل وأكد السيد تشانغ ده جيانغ، خلال المباحثات التي أجراها اليوم مع رئيس مجلس المستشارين السيد حكيم بن شماش بقصر الشعب، أهمية نتائج الزيارة التي قام بها صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله للصين سنة 2016، مشيرا إلى أن هذه الزيارة كانت ناجحة بكل المقاييس وشهدت التوقيع على الشراكة الاستراتيجية الشاملة بين البلدين، التي أكد أنها محطة جديدة في تاريخ العلاقات الثنائية.
وبعد أن أبرز السيد تشانغ ده جيانغ، الذي يحمل صفة “كبير المشرعين الصينيين”، أن المغرب حقق تطورا ملحوظا وانجازات هامة على كافة الأصعدة قال إن العلاقات العريقة والنموذجية القائمة بين البلدين جعلت الصين ترى في المملكة المغربية “صديقا نموذجيا على مستوى الدول العربية والافريقية ومحط ثقة”، معربا عن الأمل في أن يشكل المغرب نقطة انطلاقة محورية لتحقيق أهداف مبادرة الحزام والطريق التي أطلقها الرئيس الصيني سنة 2013 على مستوى منطقة شمال افريقيا.
وأضاف المسؤول الصيني أن القرار الذي اتخذه المغرب برفع التأشيرة بالنسبة للمواطنين الصينيين كان قرارا جد إيجابي وساهم في توطيد العلاقات بين الشعبين، مبرزا أن المبادرات التي يتخذها البلدان ستساهم في تعزيز تعاون لن يخدم الصين والمغرب فحسب بل يعود بالنفع على الدول المجاورة للبلدين.
وأكد السيد تشانغ ده جيانغ أهمية استغلال الامكانيات الواعدة والفرص الجديدة التي يتيحها التطور في العلاقات الثنائية بهدف الرقي بالعلاقات إلى ما يطمح إليه قائدا البلدين، موضحا أن المغرب بلد ينعم بالاستقرار وبموقع جغرافي متميز يجعل منه محط اهتمام المستثمرين.
ورحب رئيس اللجنة الدائمة للمجلس الوطني لنواب الشعب الصيني باقتراح رئيس مجلس المستشارين بإنشاء منتدى برلماني مغربي صيني، مشيرا إلى أنه من شأن هذا المنتدى أن يعمق العلاقات بين المجالس المنتخبة في البلدين.
ودعا المجالس المنتخبة في البلدين إلى العمل على تعميق التعاون في مختلف المجالات وتبادل الخبرات فيما بينها خاصة في مجالات الحكامة والتشريع والعمل معا لتعزيز المبادلات الثقافية وتوفير إطار قانوني من شأنه أن يسهل العمل بين البلدين ويحفز على الاستثمار.
وكان سفير الصين بالمغرب لي تشانغلين، أكد أن الصينيين يولون اهتماما خاصا للمغرب، كما أن جاذبية المملكة للصينيين تتزايد يوما بعد يوم، وأوضح الدبلوماسي الصيني بمناسبة الاحتفال بالذكرى العاشرة لمعهد كونفوشيوس بجامعة الحسن الثاني بالدار البيضاء، أن “الصينيين يولون اهتماما خاصا للمغرب، البلد الذي يتميز باستقراره، وموقعه كمفترق طرق لعدة قارات، وآفاقه المستقبلية الواعدة”.
وانتهز السيد لي تشانغلين هذه الفرصة لينوه بشجاعة المغاربة ورؤيتهم بعيدة المدى في اختيار اللغة الصينية، معتبرا أن لغة الماندرين لغة صعبة ولكن يمكن التحكم فيها.
وأضاف أن “إتقان اللغة هو مفتاح معرفة ثقافة البلد، كما أنه وسيلة تسمح لنا بالنظر إلى العالم بطريقة موضوعية وعقلانية”.
وقال الدبلوماسي إنه سعيد أيضا بأن بلاده أصبحت وجهة دراسية جديدة، مشيرا إلى أن المزيد من الشباب الصينيين يأتون إلى المغرب لمواصلة دراستهم، أو البحث في موضوع معين.
وفي هذا الصدد، دعا الصينيين في المغرب إلى محاولة معرفة مختلف جوانب العادات المحلية، مشيرا إلى أن ذلك يساهم في اندماجهم بشكل أفضل في البلاد ويسمح بتطوير وازدهار أعمالهم.
من جانبه، أشار البروفيسور السيد أنس الكتاني، مدير معهد كونفوشيوس بجامعة الحسن الثاني بالمغرب بالنيابة، إلى أن المعهد عرف على مدى عشر سنوات من تواجده نموا مطردا، مشيرا إلى أن كونفوشيوس يمنح اهتماما خاصا للشباب المهتمين بتعلم لغة الماندرين، والانفتاح على الثقافات والفرص الاقتصادية الأخرى بين المغرب والصين.
وأضاف أن المعهد يقوم كل سنة بتكوين أزيد من ألف طالب يمرون بعدة مستويات تصل إلى مستوى جد متقدم، مشيرا إلى أن العديد من الطلاب يتابعون دراستهم في الصين، بينما تسعى العديد من الشركات الصينية التي تستقر بالمغرب الاستفادة من خدمات هؤلاء الشباب الذين يتقنون اللغة.
وعبر عن ارتياحه بخصوص شغل الخريجين السابقين من معهد كونفوشيوس بجامعة الحسن الثاني مناصب جد مهمة في كبرى الشركات الصينية التي تتخذ من المغرب مقرا لها، مشيرا إلى أنها شراكة رابح – رابح تعكس العلاقات القوية للغاية بين المغرب والصين .
وتمكن معهد كونفوشيوس بجامعة الحسن الثاني بالدار البيضاء، الذي يعد ثمرة شراكة بين هذه الجامعة وجامعة شانغهاي للدراسات الدولية، تكوين أزيد من تسعة آلاف طالب مغربي منذ إحداثه.

Exit mobile version