Site icon أشطاري 24 | Achtari 24 – جريدة الكترونية مغربية

شعار الإصلاح.. وروائح الفضائح

عبد الله ورياش

أولاً، مفهوم الإصلاح، هو مفهوم شاسع، ولا يمكن أن يستوي إلا إذا كان على سبيل المثال، الحزب الحاكم الذي يقود شؤون البلاد هو نفسه سويا من داخل هياكله التنظيمية ولا تفوح منها روائح الفضائح.

فالمواطن المغربي يعرف أن الذي يريد أن يصلح ما يمكن إصلاحه في هذه البلاد، فعليه أن يبدأ من نفسه، ومن الحزب الذي جاء منه إلى مواقع السلطة. لا أن يركب على الدين في العلن، وفي الخفاء يدعّم اقتصاد الريع، ويتستر عن المفسدين، ويثقل كاهل المواطن المغربي بالضرائب، ويعفي منها من اغتنوا من خيرات البلاد جوًا، وبرًا، وبحرًا… وبعدها يطلقون علينا أوصافًا أقلّها وقعًا “المشوشون” فقط لأننا نرى ببؤبؤ أعيننا أن كل ما تم إصلاحه هو أحوالهم المعنوية والمادية، كما يعيش المغاربة وزر ما نزل عليهم من ظلم ذوي القربى؟ من يدّعون خوفهم من الله، فيما هو الهدف من الدين، أن تسيطر على نفسك وليس على الآخرين، ولا داعي لنعود في هذا المقام، إلى تفاصيل الفضائح التي كان أبطالها قادة في هياكل الحزب الحاكم العدالة والتنمية منذ اعتلائه كرسي رئاسة الحكومة، كان آخرها (وما خفي أعظم) قضية البرلماني “الغشاش” الذي بسبب فعلته، التي يجرمها القانون، أطلقت علينا أخته في الحزب وزميلته في الغرفة التشريعية “الكلاب المسعورة والجائعة” وهكذا يصبح في عرف (الأخت)، الإنسان الذي كرمه الله وسواه في أحسن صورة مجرد حيوان مصاب بداء السعار؟! فماذا يمكن أن تقول (هذه…) للمغاربة إذا لم تستحي أو لم يُتخذ في حقها أي إجراء،، وبالتالي نزلت لتدق على أبواب بيوت المغاربة في الحملة الانتخابية المقبلة؟

هل ستقول لكل من واجهها بتصريحها الجارح المؤلم: “وحق الله العظيم ما قصدتك أنت؟!”

طبعًا الحديث عن فضائح هذا الحزب وزلاّت لسانه، طويل، وكما يقال، عند الامتحان يعزّ المرء أو يهان، وإن بالهواتف (النقالة) كما حدث مع البرلماني “الغشاش”… ما علينا.. نعود إلى شعار الإصلاح، ونحن على مقربة من الاستحقاقات التي ستجرى أطوارها سنة 2021. ويهمنا في هذا الجانب أن ندرج تلك الحكمة المشهورة التي تروي عن “كونفوشيوس” فحين قال ذات لقاء له: أحتاج فقط إلى الرجال والمال والثقة”. سألوه أي من هذا الثالوث يمكن أن يستغني عنه إذا خيّر في ذلك. قال: أتخلى عن المال، لأن معي الرجال والثقة. أما لـمّا خيّروه للمرة الثانية بين الرجال والثقة، فرد “كونفشيوس” قائلا “أختار الثقة لأنها هي من تولد الرجال والمال. إذن من يعيش أزمة ثقة لا يمكن أن يوفرها لغيره. بل الأخطر من ذلك، يصبح هو نفسه من يزرع بذور اليأس من العمل السياسي داخل المجتمع.

Exit mobile version