Site icon أشطاري 24 | Achtari 24 – جريدة الكترونية مغربية

صباح العيد يا عرب ويا مسلمين

يأتي صباح العيد حاملًا معه فرحةً تتسلل إلى كل بيتٍ عربيٍّ ومسلم، تضيء الوجوه، وتحيي القلوب التي تنتظر هذا اليوم بشوق.

منذ اللحظات الأولى، يُسمع صوت التكبيرات يجلجل في المساجد، يوقظ الأرواح قبل الأجساد، ويبعث في النفوس إحساسًا عميقًا بالسلام والفرح.

في شوارع المدن العريقة وأزقة القرى البسيطة، تنبض الحياة بمشهدٍ مألوف ومتجدد؛ الرجال يرتدون ثيابهم الجديدة أو التقليدية، والنساء يزينّ أطفالهن بأجمل الملابس، استعدادًا للخروج إلى صلاة العيد. وفي الساحات المفتوحة أو داخل المساجد، يصطف المصلّون، يكبّرون بصوتٍ واحدٍ، وكأنهم قلبٌ ينبض بحب الله.

تنتهي الصلاة، فتبدأ التهاني والعناق والابتسامات التي تغمر الجميع، كبارًا وصغارًا، فالعيد مناسبة لإعادة وصل القلوب، والتسامح، وفتح صفحة جديدة.

الأطفال، بعيونهم البريئة، هم الأكثر حماسًا، يركضون بين الجموع، يجمعون العيديات، وينطلقون إلى البقالات والحلويات، يعيشون لحظاتٍ ستظل محفورة في ذاكرتهم للأبد.

في البيوت العربية، تتنوع العادات، لكن المشهد يبقى واحدًا: مائدة عامرة بأشهى الحلويات والمشروبات، واللقاءات العائلية التي تتزين بالحكايات والذكريات.

في المغرب، تحضر حلويات الشباكية وكؤوس الشاي، وفي مصر، تفوح رائحة الكحك والبسكويت، أما في بلاد الشام، فالمعمول بالتمر والجوز سيد الموقف، وفي الخليج، تُقدَّم القهوة العربية مع التمر والحلويات التقليدية.

بعد الفطور، تنطلق زيارات الأقارب والجيران، فصلة الرحم جزء أصيل من العيد، إذ تتنقل العائلات بين بيوت الأحبة، تحمل معها الهدايا والكلمات الطيبة.

بعضهم يسافر إلى القرى والبلدات الصغيرة لزيارة الأهل، والبعض الآخر يفضل قضاء اليوم في نزهة بين الطبيعة أو على الشواطئ، مستغلين عطلة العيد للراحة والاستجمام.

 

وبينما تتعدد العادات، يبقى صباح العيد عند العرب والمسلمين رمزًا للوحدة والفرح، يربط القلوب رغم المسافات، ويذكّر الجميع بأن الحب والود هما جوهر هذا اليوم المبارك.

 

عيدكم مبارك، وكل عام وأنتم بخير.

 

 

Exit mobile version