Site icon أشطاري 24 | Achtari 24 – جريدة الكترونية مغربية

صورة العدالة والتنمية

إدريس عدار
رسم كل واحد صورة للعدالة والتنمية. موقع الناظر هو الذي يهيئ له مقومات الرسم. قد تكون الصورة متخيلة وقد تكون قريبة من الواقع. وقد تكون مفبركة أحيانا قصد رسم “بورتري” بشع لهذا المكون السياسي. بالنسبة إلي خالفت دائما المهتمين في تعريف هذا الحزب الإسلامي. اعتبرته أداة وظيفية في يد حركة التوحيد والإصلاح بكل ارتباطاتها. في التدبير لم أنتقده كثيرا لأنه كان رقما في ترتيبات أكبر منه. يراه البعض قوة ويراه البعض مجرد “فقاعة”.
اتصلت بي صحفية من مصر قصد المشاركة في برنامج تليفزيوني حول نتائج الانتخابات في المغرب، وكان أن بادرتني مهنئة باندحار الإخوان المسلمين في المغرب. قلت لها لست شامتا في القوم وقد كنت من منتقديهم. الفرق بيني وبين كثير من هاجمهم أني لم أكن خصما سياسيا أساند بديلا انتخابيا. الذي فهمته من تهنئتها أنها تنظر إلى الإسلاميين في المغرب بالنظرة نفسها التي ينظرون بها إلى الإخوان المسلمين في مصر وغيرها من البلدان العربية.
الاشتراك في العنوان الكبير، الذي هو الإخوان المسلمون، لا يعني أن التجربة سوف تكون متشابهة في كل الدول. والرؤية نفسها اكتشفتها عند مدير البرنامج وهو يمني. وعندما سألني لماذا لم يتم “ترحيل” الإخوان في المغرب بقرار سياسي مثل تونس وتم “طردهم” بالصناديق. فأجبته بسؤال: وهل جاؤوا بالطريقة نفسها؟ قد يكون المزاج الدولي العام ساهم في حملهم إلى الحكومة لكن في الترتيبات كانت اختلافات كبيرة، ولهذا خروجهم كان مختلفا.
فالصورة التي يرسمها كل واحد عن الحزب الإسلامي ترتبط بموقعه. الإخوان في مصر ليسوا هم في غيرها. الإخوان بالأمس ليسوا إخوان اليوم. لهذا تفهمت تهنئة الصحفية المصرية، وكانت لهم تجربة مختلفة مع الجماعة، هي تجربة مرتبطة في أساسها بالدولة أكثر من الجماعة. العدالة والتنمية كان يميل حيث تميل الجماعة الأم وانخرط في تشبيكاتها الإقليمية، لكن حافظ على بعض المسافة في تدبير هذه العلاقة.
ويعتقد كثير من المشارقة أن الذي أسقط العدالة والتنمية هو ترتيبات “الجغرافية السياسية”. يعود ذلك إلى الصورة التي يرسمونها للحزب. ما يعتقدون أنه كان سببا في سقوطهم لا دخل له فيه. قد يكون للمزاج العام دخل وهذا لا يمكن استبعاده. لكن الأثر الكبير كان يأس المواطن من التجربة التي منحها فرصتين. في لحظة الانتقام لا يفكر المواطن في البديل.
سألني الإعلامي الذي أدار البرنامج: هل تتوقع نهوضا جديدا للعدالة والتنمية؟ أجبته دون تردد: نعم. استغرب من جوابي، خصوصا وأن التراجع كان مروعا من 125 مقعدا إلى 13 أغلبها من لائحة النساء الجهوية. قلت له إن كان الحزب ينهض فليس عن طريق السياسة ولكن عن طريق الحركة الأم، التي يعتبرها البعض جناحا دعويا. نهوضه محتمل عن طريق الانعطافات التي تقوم بها الحركة في مرحلة.

Exit mobile version