Site icon أشطاري 24 | Achtari 24 – جريدة الكترونية مغربية

طقوس أعراس بني جميل إقليم الحسيمة.. عادات وتقاليد أصيلة لقبائل منطقة صنهاجة

كلما حل فصل الصيف، وإلا انطلق تنظيم حفلات الأعراس ببني جميل بإقليم الحسيمة، حيث تغتنم الأسر فرصة العطلة الصيفية وقدوم العائلات المغتربة في الخارج للمشاركة في الفرحة.

فصل الصيف هو موسم الأفراح ليس فقط ببني جميل، وإنما بمختلف أرجاء المملكة، فخلاله تلتقي العائلات في مناسبات اجتماعية متعددة، وفيه تعلو الزغاريد وتغمر القرى والمدن أجواء الاحتفال تبعث البهجة والحبور في النفوس.

تحمل أعراس منطقة بني جميل، المنتمية لقبائل صنهاجة الساحل، في جوفها ما لا نهاية من العادات والتقاليد، يتبعها الناس بتفاصيل دقيقة لاعتقادهم بأن الإخلال بأي منها قد يسبب التعاسة للعريسين، تهيئ الأسرة للعرس بتحضيرات قبل الزفاف بأيام كثيرة، كالقيام ب “التخميل” (تنظيف مختلف فضاءات المنزل)، وتنقية الزرع والقمح وتهيئة الأزقة المتربة من أمام المنزل وترحيبها. ويقام كل ذلك بنكهات احتفالية جماعية.

يشهد منزل العرس أجواء خاصة، فكلما قدمت سيارة لأهل الحفل تحمل أشياء متعلقة بالفرحة كالذبيحة والمأكولات والمشروبات والتجهيزات المنزلية آتية من السوق إلا واستقبلتها النساء بالزغاريد و”الصلاة والسلام على رسول الله” وأغاني تراثية لمنطقة صنهاجة المعروفة محليا، منها ما هي متوارثة ومنها ما هي من إبداع اللحظة والمناسبة ترددها البنات أو النسوة بقافية للتعبير عن موضوع وجداني معين، مصاحبة ذلك بآلة البندير المصنوع من جلد الماعز على أيديهن، وعادة ما تقوم إحدى أهل العرس بجمع البندير من كل منزل بالقرية لتحضيره مسبقا.

ولا يقتصر الأمر في التحضيرات على ذلك فقط، إذ يتم أيضا خلال الأسبوع الذي يسبق العرس تزيين المنزل الذي سيحتضن الاحتفال بالأضواء من كل جانب، وكذلك تثبيت الخيمة، أو الخزانة كما تسمى محليا، مع الأرض بالمكان الذي سيقام فيه العرس، وتهيأ لاستقبال الضيوف الوافدين من أماكن بعيدة خاصة، ويتم في القرى المجاورة الإعلان عن موعد العرس بالمساجد من طرف الإمام بذكر صاحب الزفاف واسم والده ومكان ويوم الحفل علانية، بالإضافة لعبارة الترحيب من أب العريس أو أحد رجال عائلته الكبار في السن.

تحكي سعاد المرابط، لوكالة المغرب العربي للأنباء أنه قبل العرس بثلاثة أيام، يستيقظ أهل العريس باكرا حيث يستقبلون الشروق بزغاريد وأغاني و”الصلاة والسلام على النبي الخاتم” بسطح المنزل، تزامنا مع وضع “علم أبيض” من الحرير، يرمز للعفة والشرف، إلى جانب راية المغرب على قصبة، تزين بورود قبل تثبيتها على أحد جوانب سطح المنزل، مضيفة أنه حين يقترب رحيل الشمس تؤخذ وسائل التزيين الى داخل المنزل على أن يعاد وضعها في نفس المكان صباحا باكرا ومساء إلى يوم الزفاف.

في معرض حديثها عن تقليد ليلة حناء العريس والعروس بهذه المنطقة، أشارت هذه السيدة المنحدرة من قرية تيذمامين، إلى أن الزوجين يحرصان على ارتداء اللون الأبيض لكونه يرمز أيضا لصفاء السريرة والرغبة في السلام، فالعريس يرتدي “جلابة” و”بلغة” بيضاء، والعروس تتردي لباسا أبيض مغطى برداء مشبك باللون الأخضر، معتبرة أنه زي تطبعه البساطة في جلسة تكون محاطة بلوازم الموضوعة فوق طاولة “الطيفور”، إلى الشمع والسكر والورد.

وخلال تقليد الحناء، تردد النساء جماعة أغان تعبر عن الفرح أو عن الحزن، وتوضع الحناء بشكل محنط وليس باستعمال النقش كما هو شائع في عدد من مناطق المغرب، وغالبا ما تقوم إحدى شقيقات العروس بوضع

Exit mobile version