Site icon أشطاري 24 | Achtari 24 – جريدة الكترونية مغربية

طنجة تحتضن اجتماع المكتب التنفيذي لمنظمة المدن العربية وتستعرض التجربة المغربية في التنمية الحضرية

تحتضن مدينة طنجة، إلى غاية الثالث من فبراير الجاري، الدورة الثانية والستين لاجتماع المكتب التنفيذي لمنظمة المدن العربية، حيث شكل الحدث مناسبة لتقديم التجربة المغربية في مجال التخطيط والتدبير الحضري، والرؤية المستقبلية للمملكة لتعزيز التنمية الشاملة في المدن الكبرى، خصوصًا في سياق استعدادها لاستضافة كأس العالم 2030.

وأكد والي جهة طنجة – تطوان – الحسيمة، يونس التازي، خلال الجلسة الافتتاحية التي انعقدت في قصر الثقافة والفنون، أن المغرب يولي أهمية كبرى لتعزيز التعاون العربي في مجال التنمية الحضرية، مشيرًا إلى أن المملكة اعتمدت نهجًا يجمع بين التجديد وصون الموروث التاريخي، مما مكنها من تحقيق إنجازات بارزة في هذا المجال.

وأضاف التازي أن المغرب يعتبر كأس العالم 2030، الذي سينظمه بشكل مشترك مع إسبانيا والبرتغال، فرصةً مهمةً لتطوير البنية التحتية والقطاعات الحيوية مثل الصحة والتعليم، لافتًا إلى أن الحكومة تخطط لاستضافة فعاليات المونديال في 24 مدينة، منها 6 مدن رئيسية ستحتضن المباريات.

من جانبه، أكد رئيس مجلس جماعة طنجة، منير ليموري، أن اختيار المدينة لاحتضان الاجتماع يعكس دورها التاريخي كجسر للتلاقح الحضاري والتعايش الثقافي، مشيرًا إلى أنها اليوم تواصل تعزيز مكانتها كمركز اقتصادي وسياحي وثقافي رائد، بفضل المشاريع التنموية الكبرى التي تشهدها.

وأشار ليموري إلى أن استضافة الاجتماع تعد فرصة لتعزيز التعاون بين المدن والجماعات الترابية العربية، وتبادل التجارب حول التحديات المشتركة في تدبير المجالات الحضرية، مثل تحقيق التنمية المستدامة، وتحسين جودة الخدمات العمومية، وتعزيز المشاركة المواطنة في صنع القرار.

وشدد على أن التخطيط الحضري المندمج يشكل إحدى الركائز الأساسية لتحقيق تنمية متوازنة ومستدامة، مؤكدًا أن مدينة طنجة شهدت مشاريع مهيكلة تهدف إلى تحسين جودة الحياة، وتعزيز جاذبيتها كوجهة استثمارية وثقافية وسياحية.

اتفق المشاركون في الاجتماع على أن المدن العربية تواجه تحديات متزايدة تستوجب تبني حلول مبتكرة ومستدامة، تأخذ بعين الاعتبار الأبعاد البيئية والاقتصادية والاجتماعية.

وفي هذا السياق، أكد ليموري أن الجماعات الترابية العربية مطالبة بتطوير سياسات عمومية متقدمة تحقق التوازن بين التطور الاقتصادي وحماية البيئة، مع تحديث المرافق الحضرية مع الحفاظ على الهوية الثقافية.

وأشار إلى أن منظمة المدن العربية توفر فضاءً متميزًا لتبادل الخبرات الناجحة، والاستفادة من التجارب الرائدة في مجال التخطيط الحضري، بهدف وضع استراتيجيات مشتركة لتعزيز التنمية الحضرية المستدامة.

أكد الأمين العام لمنظمة المدن العربية، عبد الرحمن هشام العصفور، أن المنظمة تولي اهتمامًا خاصًا بالمدن التي تأثرت بالصراعات المسلحة، وعلى رأسها المدن الفلسطينية، مشيرًا إلى ضرورة الإسراع في إعادة إعمار المدن المتضررة في فلسطين واليمن ولبنان وسوريا والسودان.

وفي هذا السياق، أشار الوالي يونس التازي إلى تنظيم معرض لوكالة بيت مال القدس ضمن فعاليات الاجتماع، وذلك في إطار دعم القضية الفلسطينية، التي تظل في صلب اهتمامات المغرب، بقيادة الملك محمد السادس، رئيس لجنة القدس.

شهد الاجتماع توقيع مذكرتي تفاهم، الأولى بين منظمة المدن العربية والجمعية المغربية لرؤساء مجالس الجماعات، والثانية بين الجمعية ذاتها والمعهد العربي لإنماء المدن، بهدف تعزيز التعاون في مجال التدريب، وتطوير القدرات، ودعم البحوث والسياسات الحضرية.

يأتي هذا الاجتماع في وقت تتجه فيه المدن العربية إلى تطوير استراتيجيات جديدة للتنمية الحضرية، في ظل التحديات العالمية المتزايدة، مما يجعل تبادل الخبرات والتعاون بين المدن أمرًا حيويًا لضمان مستقبل مستدام للأجيال القادمة.

Exit mobile version