Site icon أشطاري 24 | Achtari 24 – جريدة الكترونية مغربية

طنجة خارج مخطط السكك الحديدية 2040.. غياب غير مبرر أم مشروع مؤجل؟

في خضم النقاشات الدائرة حول تطوير البنية التحتية للنقل في المغرب، أثار استثناء مدينة طنجة من مخطط السكك الحديدية 2040 جدلاً واسعًا بين المختصين والمتابعين.

يأتي ذلك في وقت تشهد فيه المدينة نمواً عمرانياً واقتصادياً متسارعاً، إلى جانب دورها المحوري في استضافة مونديال 2030.

المكتب الوطني للسكك الحديدية طرح مخطط 2040 كإطار استراتيجي لتوسعة الشبكة السككية الوطنية، بهدف تحسين الربط بين المدن وتعزيز التنمية المستدامة.

هذا المخطط، الذي خصصت له ميزانية ضخمة تبلغ 375 مليار درهم، يستهدف ربط 43 مدينة بشبكة القطارات، ما سيغطي 87% من سكان المغرب.

ورغم هذه الأهداف الطموحة، فإن طنجة، المدينة التي تُعد بوابة المغرب نحو أوروبا، لم تحظَ بنصيب وافر من هذه المشاريع، حيث استُبعد مشروع ربط منطقة طنجة باليا بالمستشفى الجامعي الجديد.

الأمر الذي أثار استغراب الكثيرين، خصوصًا في ظل الحاجة الملحة لتعزيز وسائل النقل الحضري داخل المدينة.

بالتوازي مع مخطط 2040، وافقت السلطات المحلية على مشروع القطار الحضري، الذي يُتوقع أن يلعب دورًا مهمًا في تحسين المواصلات داخل طنجة، خاصة مع الاستعدادات لمونديال 2030.

هذا الخط، الذي سيمتد لأكثر من 30 كيلومترًا، سيربط بين محطة البراق وملعب ابن بطوطة، مرورًا بمناطق استراتيجية مثل المنطقة الصناعية بطنجة تيك وعين دالية.

ورغم أهمية هذا المشروع، إلا أنه لا يعوض غياب الخط الذي كان من المتوقع أن يربط بين طنجة باليا والمستشفى الجامعي، مما يثير التساؤل حول جدوى التخطيط السككي الحالي للمدينة.

تُعد طنجة من أسرع المدن المغربية نموًا، فهي تحتضن ميناء طنجة المتوسط، أحد أكبر الموانئ في إفريقيا، وتستقطب استثمارات صناعية وتجارية كبرى. كما أن استضافتها لمباريات مونديال 2030 تعزز من مكانتها الاستراتيجية، ما يجعل الحاجة إلى شبكة نقل قوية أمراً بالغ الأهمية.

ورغم هذه المعطيات، يبدو أن المكتب الوطني للسكك الحديدية لم يضع المدينة في قلب مخططاته بالشكل الكافي.

فهل يعود ذلك إلى أولويات أخرى؟ أم أن هناك إمكانية لإجراء تعديلات مستقبلية تأخذ بعين الاعتبار الاحتياجات الحقيقية لطنجة وساكنتها؟

مع اقتراب موعد مونديال 2030، يظل مصير مشاريع النقل في طنجة غير محسوم، بين المخطط الحالي الذي لم يعطِها الأولوية، والمشاريع المستقبلية التي قد تملأ هذا الفراغ.

هل ستبقى طنجة خارج مخطط السكك الحديدية طويل الأمد، أم أن السلطات ستسارع إلى تعديل الاستراتيجية لتواكب التطورات؟ الأيام القادمة وحدها كفيلة بالإجابة.

Exit mobile version