تتواصل جهود الإغاثة والبحث بين الأنقاض عن ضحايا الزلزال الذي ضرب مناطق شاسعة يوم الجمعة الماضي، رغم تناقص الآمال بالعثور على ناجين، بعد مرور أكثر من 72 ساعة على الزلزال، ووفق آخر حصيلة نشرتها وزارة الداخلية قاربت حصيلة القتلى 3000 وهي مرشحة للارتفاع مع استمرار انتشال الضحايا، فيما تبرز بشكل كبير الحاجة لخيام لإيواء الأسر النازحة من المنازل المدمرة.
وكشفت جغرافية المنطقة والمسالك الجبلية الوعرة في جبال الأطلس ، تعقد من مهام رجال الإنقاذ والسلطات بسبب انسداد الطرق جراء تساقط الصخور والحجارة، ويحذر خبراء من خطر انتشار الأوبئة خلال الأيام المقبلة، بسبب وجود جثث تحت الأنقاض تبدأ بالتحلل مع ارتفاع درجات الحرارة، خصوصا وأن بعض القرى الجبلية المنكوبة لم تصلها آليات الحفر بعد ورجال الإنقاذ.
و أعلنت وزارة الداخلية في حصيلة محينة إلى حدود الساعة الواحدة من زوال الثلاثاء، أن عدد الوفيات الذي خلفته الهزة الأرضية بلغ 2901 شخصا، تم دفن 2884 منهم، فيما وصل عدد الجرحى إلى 5530 شخص، وأوضحت الوزارة، في بلاغ لها، أن عدد الوفيات بلغ 1643 بإقليم الحوز، في حين لم يتم تسجيل أي حالة وفاة جديدة في باقي العمالات والأقاليم المعنية.
وأكدت وزارة الداخلية أن السلطات العمومية تواصل جهودها لإنقاذ وإجلاء الجرحى والتكفل بالمصابين من الضحايا، وفتح الطرق التي تضررت جراء الزلزال، معبئة كل الإمكانات اللازمة لمعالجة آثار هذه الفاجعة المؤلمة.
من جهتها قالت منظمة “اليونيسيف” إن ما لا يقل عن 100 ألف طفل تضرروا من جراء الزلزال القوي الذي ضرب منطقة الحوز بالمغرب، وأشارت اليونيسيف في بلاغ لها إلى أن زلزال الحوز هو أقوى حدث زلزالي يضرب المملكة منذ عام 1960، ومثل جميع الزلازل الكبرى، من المرجح أن تستمر الهزات الارتدادية في الأيام والأسابيع المقبلة، مما يعرض الأطفال والعائلات لمزيد من المخاطر.
وتوقف البلاغ على كون الزلزال ضرب في مساء يوم الجمعة حيث كان معظم الأطفال والعائلات نائمين في منازلهم، وتقدر الأمم المتحدة أن أكثر من 300 ألف شخص قد تضرروا في مراكش وفي جبال الأطلس الكبير، من جراء هذا الزلزال.
وأشارت اليونيسف إلى أنها لا تعرف حتى الآن العدد الدقيق للأطفال القتلى والجرحى، لافتة إلى أن أحدث التقديرات لعام 2022 تشير إلى أن الأطفال يمثلون حوالي ثلث سكان المغرب.
وأضاف البلاغ “تدمرت آلاف المنازل، مما أدى إلى نزوح العائلات وتعريضها لعوامل الجو في وقت من السنة تنخفض فيه درجات الحرارة خلال الليل”.
كما أشارت اليونيسيف إلى تضرر بعض المدارس والمستشفيات والمرافق الصحية والتعليمية، في حين دُمّرت أخرى بسبب الزلازل، مما أثر بشكل أكبر على الأطفال.
وأكدت المنظمة الأممية أنها قد حشدت بالفعل موظفي المساعدة الإنسانية لدعم الاستجابة الفورية على الأرض التي تقودها المملكة، وبالتنسيق الوثيق مع السلطات وشركاء الأمم المتحدة، مشددة على استعدادها لزيادة دعم الاستجابة الإنسانية حسب الحاجة للوصول إلى الأطفال والأسر المتضررة بالإمدادات والخدمات الحيوية.
و تتواصل عمليات البحث والإنقاذ في المغرب للعثور على ناجين وتقديم المساعدة لمئات المشردين الذين فقدوا منازلهم رغم تضاؤل الآمال بعد أكثر من 72 ساعة على الزلزال المدمر الذي خلف نحو 2900 قتيل، ويقع مركز الزلزال، الذي أدى إلى مقتل قرابة 3 آلاف شخصا وجرح 2562 آخرين وفق حصيلة نشرت مساء الاثنين، في إقليم الحوز الممتد بمعظمه على جبال الأطلس الكبير حيث فاقمت الانهيارات الأرضية صعوبة الوصول إلى القرى المنكوبة.
ويحاول عناصر الإنقاذ المغاربة، بدعم من فرق أجنبية، تسريع عمليات البحث للعثور على ناجين محتملين وتوفير مأوى لمئات الأسر التي خسرت مساكنها، لكن في بعض المناطق النائية والمعزولة، يقول السكان إنهم متروكون لمصيرهم ففي قرية إيمولاس الواقعة في جبال الأطلس الكبير، يبدو السكان ضائعين وسط أنقاض منازلهم.
فرق الإنقاذ تقاوم للعثور على ناجين من الزلزال
