جددت الجمهورية الفرنسية موقفها الداعم للوحدة الترابية للمملكة المغربية، من خلال تأكيد سيادة المغرب على أقاليمه الجنوبية، والتشديد على أن مخطط الحكم الذاتي تحت السيادة المغربية يمثل الإطار الوحيد لتسوية النزاع الإقليمي حول الصحراء المغربية.
هذا الموقف عبّرت عنه وزارة أوروبا والشؤون الخارجية الفرنسية في بيان رسمي، صدر عقب اللقاء الذي جمع، يوم الثلاثاء 15 أبريل 2025، في باريس، وزير أوروبا والشؤون الخارجية الفرنسي، جان نويل بارو، بنظيره المغربي ناصر بوريطة.
ويأتي هذا التأكيد الفرنسي في سياق دينامية دبلوماسية متجددة، انطلقت منذ الرسالة التي بعث بها الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى الملك محمد السادس في يوليوز الماضي، بمناسبة الذكرى الخامسة والعشرين لعيد العرش، والتي تضمّنت اعترافًا رسميًا بمغربية الصحراء.
وأشار وزير الخارجية الفرنسي، في البيان ذاته، إلى أن الدعم الفرنسي لمبادرة الحكم الذاتي هو “دعم واضح وثابت”، واصفًا المبادرة المغربية بأنها “الأساس الوحيد” لإيجاد حل سياسي للنزاع، مبرزًا في الوقت نفسه أن هناك “توافقًا دوليًا واسعًا ومتزايدًا” حول جدية ومصداقية المقترح المغربي. وأضاف أن باريس تعتزم الاضطلاع بدورها الكامل من أجل دفع هذا المسار قدماً.
من جانب آخر، أكدت فرنسا التزامها بمواكبة المغرب في جهوده التنموية بالأقاليم الجنوبية، مذكّرة بالإجراءات التي اتخذتها لدعم المشاريع الاقتصادية والاجتماعية في المنطقة، ومعبرة عن رغبتها في تعزيز هذه الدينامية في إطار شراكة استراتيجية طويلة الأمد.
وتأتي زيارة ناصر بوريطة إلى باريس، يوم الاثنين 14 أبريل، بدعوة من وزير الخارجية الفرنسي، في سياق تفعيل مضامين الإعلان المشترك الموقع بالرباط يوم 28 أكتوبر 2024، والذي أرسي من طرف الملك محمد السادس والرئيس إيمانويل ماكرون، بهدف توسيع نطاق التعاون الاستراتيجي بين البلدين.
وشكلت الزيارة مناسبة لتقييم مدى تقدم تنفيذ هذا الإعلان على مختلف المستويات، في سياق الشراكة الاستثنائية التي تربط الرباط وباريس، والتي تسعى إلى بناء مستقبل مشترك قائم على الثقة والتقارب في المواقف، خصوصًا في القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك.