Site icon أشطاري 24 | Achtari 24 – جريدة الكترونية مغربية

فيتو أميركي ضد مشروع لوقف إطلاق النار وإسرائيل تواصل قصف غزة

استخدمت الولايات المتحدة الثلاثاء حق النقض (الفيتو) ضد مشروع قرار لمجلس الأمن الدولي يطالب بوقف “فوري” لإطلاق النار في غزة مع مواصلة إسرائيل قصف القطاع الذي يواجه وضع ا إنساني ا كارثي ا.
ومن ثم لم تنجح جهود الدول التي تحاول إيجاد طريقة للخروج من الأزمة المتصاعدة، في ظل جهود الوسطاء غير المثمرة حتى الآن للتوصل إلى هدنة، وتقديم مقترحين متنافسين لوقف إطلاق النار في الأمم المتحدة.
استخدمت واشنطن الثلاثاء حق النقض ضد الاقتراح الأول الذي صاغته الجزائر ويطالب بوقف فوري لإطلاق النار لأسباب إنسانية والإفراج “غير المشروط” عن جميع الرهائن الذين اختطفوا في هجوم 7 أكتوبر. وحظي المشروع بتأييد 13 عضوا في مجلس الأمن مقابل اعتراض واشنطن وإحجام بريطانيا عن التصويت.
واعتبر السفير الفلسطيني في الأمم المتحدة رياض منصور الفيتو الأميركي ضد الدعوة لوقف إطلاق نار فوري في غزة “غير مسؤول وخطير”. وقال منصور “الرسالة الموجهة اليوم إلى إسرائيل باستخدام حق النقض هي أنها تستطيع الاستمرار في الإفلات من العقاب”.
ووصفت سفيرة واشنطن لدى الأمم المتحدة ليندا توماس غرينفيلد طرح المقترح للتصويت بأنه “من باب التمني وغير مسؤول …. ويعرض المفاوضات الحساسة للخطر”.
ومع تعرض الرئيس جو بايدن لضغوط متزايدة لتقليص الدعم لإسرائيل، طرحت واشنطن مشروع قرار بديلا يشدد على “دعم وقف موقت لاطلاق النار في غزة في اقرب وقت ممكن” ويعرب عن القلق بشأن رفح.
وقال مصدر دبلوماسي إن فرص اعتماد المشروع في شكله الحالي ضئيلة، ويمكن أن يدفع روسيا إلى استخدام حق النقض.
في الأثناء، أسفر القصف الإسرائيلي المتواصل فيما تدور معارك على الأرض عن مقتل 103 فلسطينيين خلال 24 ساعة، وفق وزارة الصحة في القطاع الذي تديره حركة حماس.
وحذرت الأمم المتحدة مرارا وتكرارا من فداحة الوضع الإنساني المتردي في غزة ومن أن نقص الغذاء قد يؤدي إلى “انفجار” في وفيات الأطفال التي يمكن تجنبها.
بعد نحو عشرين أسبوع ا من الحرب، باتت تقارير المنظمات الإنسانية حول الوضع في قطاع غزة تثير قلق ا متزايد ا. وقالت وكالات الأمم المتحدة إن الغذاء والمياه النظيفة أصبحا “نادرين جدا” في القطاع الفلسطيني المحاصر، وإن جميع الأطفال الصغار تقريبا ي عانون أمراضا م عدية.
وأعلن برنامج الأغذية العالمي الثلاثاء تعليق ا جديد ا لتوزيع المساعدات في شمال قطاع غزة بسبب بعد يومين من استئنافها.
وسبق لبرنامج الأغذية العالمي أن أوقف قبل ثلاثة أسابيع إرسال المساعدات الغذائية إلى شمال غزة. وعاود شحناته الأحد لكنها تعرضت مذاك “للنهب” أو استهدفها قصف في ظل “فوضى شاملة وعنف”، على ما جاء في بيان.
وكان الهدف من استئناف الشحنات الأحد إدخال عشر شاحنات يومي ا إلى شمال قطاع غزة على مدى سبعة أيام من أجل “المساعدة في التصدي لموجة الجوع واليأس والبدء ببناء الثقة بين السكان بمجر د أن يصبح لدى الجميع كميات كافية من الطعام”.
وأقر برنامج الأغذية العالمي بأن وقف الشحنات يعني أن الوضع “سوف يتدهور أكثر ويواجه المزيد من الناس خطر الموت من الجوع”.
أدى أكثر من أربعة أشهر من القتال المتواصل إلى تسوية جزء كبير من مساكن ومنشآت القطاع الساحلي بالأرض، ودفع 2,2 مليون شخص إلى حافة المجاعة وشرد ثلاثة أرباع السكان، وفق ا لتقديرات الأمم المتحدة.
وحذرت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف) الاثنين من أن ندرة الغذاء والمياه الصالحة للشرب أدت إلى ارتفاع حاد في معدلات سوء التغذية، حيث يعاني طفل من كل ستة في شمال غزة الآن من سوء التغذية الحاد.
وقال أحمد المغربي وهو طبيب فلسطيني في مدينة خان يونس بجنوب قطاع غزة “أين الإنسانية؟ كم منا يجب أن يموت… لوقف هذه الجرائم؟”.
بعد أشهر من العمل للخروج بموقف موحد، دعا جميع أعضاء الاتحاد الأوروبي باستثناء المجر الاثنين إلى “هدنة إنسانية فورية”. كما حثوا إسرائيل على الامتناع عن اجتياح مدينة رفح في أقصى جنوب قطاع غزة.
وتقول وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) أن نحو مليون ونصف مليون شخص يتكدسون في رفح التي زاد عدد سكانها ستة أضعاف منذ بدء الحرب. وتقع هذه المدينة عند الحدود المغلقة مع مصر وتتعرض يومي ا لضربات يشنها الجيش الإسرائيلي.
وتعد المدينة التي لم يدخلها الجيش الإسرائيلي، نقطة الدخول الرئيسية لإمدادات الإغاثة التي تشتد الحاجة إليها. وتقول إسرائيل إنها تريد من خلال هذا الهجوم القضاء على حركة حماس.
وحذرت من أنه ما لم يتم إطلاق سراح جميع الرهائن الإسرائيليين الذين ما زالوا محتجزين في غزة بحلول بداية شهر رمضان في 10 أو 11 مارس، فإنها ستواصل هجومها، بما في ذلك في رفح.
وارتفعت حصيلة ضحايا العمليات العسكرية الإسرائيلية في قطاع غزة إلى 29195 قتيلا، وفق وزارة الصحة التابعة لحماس.
منذ أسابيع، تركز إسرائيل عملياتها العسكرية في خان يونس، مسقط رأس قائد حماس يحيى السنوار. وقال الجيش الثلاثاء إنه واصل “عمليات مكثفة” في المدينة و”قتل خلال اليوم الفائت عشرات” المقاتلين.
وأعلنت منظمة الصحة العالمية الثلاثاء أنها أخرجت 32 مريض ا من مستشفى ناصر الذي اقتحمه الجيش الإسرائيلي في خان يونيس جنوب قطاع غزة الأسبوع الماضي، مبدية قلقها على المرضى والطواقم الطبية الذين ما زالوا عالقين في الداخل.
وأضافت “لا كهرباء ولا مياه في مستشفى ناصر، وبدأت النفايات الطبية والقمامة تشك ل أرض ا خصبة للأمراض”. وأشارت إلى أن نحو 130 مريض ا وما لا يقل عن 15 طبيب ا وممرض ا ما زالوا داخل المستشفى.
وتوفي سبعة مرضى في المستشفى المحاصر منذ الجمعة بسبب نقص الأكسجين وسط انقطاع التيار الكهربائي، بحسب وزارة الصحة في غزة. ونفى الجيش الإسرائيلي وفاة أي مريض منذ أن بدأ عمليته.
وقالت منظمة الصحة العالمية إنها تخشى على المرضى والموظفين الذين ما زالوا بالداخل وحذرت من أن الأضرار التي لحقت بالمستشفى وهو المنشأة الرئيسية في جنوب غزة، تمثل “ضربة جسيمة” للقطاع الصحي.
وقال شهود إن حي الزيتون في جنوب مدينة غزة تعرض أيضا للقصف العنيف. وقال أحد السكان عبد الله القاضي (67 عاما) “لا نعرف إلى أين نذهب. كل مكان يتعرض للقصف”.
وإلى الجنوب في الزوايدة، قال أيمن أبو شمالي إن زوجته وابنته ق تلتا في هجوم صاروخي إسرائيلي. وأضاف “الناس في الشمال يموتون من الجوع، بينما نحن هنا نموت من القصف”.
ووصل رئيس المكتب السياسي لحركة حماس اسماعيل هنية الثلاثاء إلى القاهرة لإجراء “مباحثات مع المسؤولين المصريين”.
وأدى عدم إحراز تقدم لإطلاق سراح مزيد من الرهائن الإسرائيليين إلى تأجيج الاحتجاجات في إسرائيل ضد أسلوب تعامل الحكومة مع الحرب.
وقالت عوفري بيباس التي ما زالت زوجة أخيها شيري محتجزة في غزة مع طفليها “إننا نشدد دعوة جميع صناع القرار في إسرائيل والعالم إلى المشاركة في المفاوضات وإعادتهم على الفور”.

Exit mobile version