Site icon أشطاري 24 | Achtari 24 – جريدة الكترونية مغربية

قصر عين أسردون.. حينما يتحول مبنى بحمولة تاريخية عريقة إلى متحف يتحدث لغة الحاضر

اكتسى قصر عين أسردون ،الذي يقع بعيدا عن صخب مدينة بني ملال والمنتصب على علو 2200 متر عن سطح البحر،حلة جديدة بعد خضوعه لعملية تأهيل واسعة، ليتحول من معلمة محملة بعبق التاريخ إلى متحف يتحدث لغة الحاضر باستقباله أحدث أعمال وإبداعات فناني الجهة وخارجها.

وهو في الأصل حصن ،تحكي مصادر تاريخية، أنه بني من قبل قبائل تادلة القديمة “بني ملال” لأغراض دفاعية استراتيجية مع نهاية القرن ال19، وظل منذ ذلك التاريخ يقاوم عوائد الزمان ويتمثل كصرح أثري يعكس أصالة منطقة وتقاليد أجداد في حقبة معينة من تاريخ المملكة.

وقد شيد هذا الصرح لحماية المدينة من غزوات الأعداء وتأمين منابع مياه عين أسردون، كما تقول المصادر.

وتتيح هذه الجوهرة المعمارية القديمة إطلالة بانورامية على السلاسل الخضراء ل’’الدير’’ وحقول الزيتون والبساتين الممتدة على مدى البصر فوق سهل تادلة، فضلا عن كونه فضاء مثاليا لكسر الروتين اليومي وتجزية الوقت بخرجات ونزهات تخفف من وطأة الحرارة التي تسود إقليم بني ملال صيفا.

وبعد أشهر من الترميم والتأهيل، عادت الحياة للحصن (قصر عين أسردون)، وبات جاهزا كمتحف تعرض فيه أعمال فنانين كبار مغاربة وأجانب، لكن من دون التخلي عن طابعه السياحي والأثري المساهم في الترويج لجهة بني ملال ـخنيفرة. واستخدمت في أعمال الترميم التربة الصفراء المكونة من الحجر الجيري والطين، في احترام للمواد والتقنيات الأصلية المختلفة التي استخدمت في بناء الحصن.

وبعد الانتهاء من الترميم، ارتأت السلطات جعله مكانا لإشعاع الثقافة المحلية لتوسيع العرض الفني لجهة بني ملال ـخنيفرة.

ويأتي تحويله إلى متحف لجعله فضاء مناسبا للفنانين لعرض إبداعاتهم الفنية وتقاسمها مع الزوار، وذلك في إطار مشروع واسع يروم إعادة تأهيل موقع عين سردون، المصنف منذ عام 1947 تراثا وطنيا.

وفي تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أفاد المحافظ الجهوي للتراث ببني ملال ـخنيفرة محمد شكري بأن ترميم هذا المكان الرمزي يهدف إلى استعادة مجده السابق دون المساس بهويته والمواد المستخدمة خلال بنائه الأصلي، مشيرا إلى أن ترميم القصر روعيت فيه المواد التي كان بني بها في متم القرن ال19، كما تشير إلى ذلك الأخبار الشفهية. وأبرز السيد شكري أن هذه الجهة تزخر بمعالم أثرية مهمة تزيد من شهرتها، منها الحصون العدة المنتشرة على طول ’’الدير’’ الذي كان بمثابة برج مراقبة لقبائل بني ملال. وأشار إلى أن قصر عين أسردون خضع للتهيئة لتمكينه من استضافة عروض فنية، وتأمينه عبر تجهيزه بكاميرات للمراقبة و تعزيز بنيانه من اجل تحصينه وحمايته من التقلبات الجوية القاسية، مؤكدا حرص المحافظة الجهوية للتراث ببني ملال على استعادة الطابع القديم لهذا الفضاء الوطني الطبيعي المتميز والإبقاء على خصوصيته.

ويندرج تأهيل الموقع السياحي عين سردون في إطار تفعيل اتفاقية الشراكة الموقعة بين وزارة السياحة والصناعة التقليدية والاقتصاد الاجتماعي والتضامني، ومجلس جهة بني ملال-خنيفرة، والمكتب الشريف للفوسفاط، والشركة المغربية للهندسة السياحية. وتحج ساكنة الجهة ومن خارجها باستمرار للاستمتاع بالمناظر الطبيعية الاستثنائية التي توفرها الحدائق الأندلسية المحيطة بمدينة ملال، خاصة شلالات عين أسردون، ولاكتشاف ، أيضا ، معالم المدينة العتيقة والأحياء المنتشرة

Exit mobile version