Site icon أشطاري 24 | Achtari 24 – جريدة الكترونية مغربية

كلاّ! إن هُم ذَهبَت أخلاقُهم ذَهبوا!

محمد فارس

لما قال [شوقي] قصيدته المشهورة التي جاء فيها هذا البيت الشهير: [إنّما الأخلاقُ الأُمم ما بقيتْ * فإنْ هُمْ ذهبت أخلاقُهم ذَهبوا]، كتب مفكّر عربي مقالاً يردّ فيه على قصيدة [شوقي]، وإنْ كنتم لم تَقرؤُوا المقال أو لاَ عِلْمَ لكُم به، فلن أقولَ لكم من هو هذا المفكّر، لكني سأذْكُر ما قاله حوْل قصيدة [شوْقي]، حيث كتب: [لا، يا شوقي، فإنْ هُمْ ذَهبت علومُهم، ذهبوا]، وغاب عن ذِهْنِ هذا المفكر، أنّ أممًا كانت ذا علوم، وانهارت بانهيار أخلاقها، فالأخلاق هي الدِّرعُ الواقي للأمم، وليستِ العلوم، رغْمَ أهمِّيتها وقيمتِها ودَوْرها الذي لا يُنْكر، ولكن إذا انهارتِ الأخلاقُ، انهارتِ الأمّةُ، وعلومُها وصارتْ تحت تراب النّسيان.. وهذا الآن المفكّر الأمريكي [باتريك بُوكنان] الذي كان مستشارًا لثلاثة رؤساء في (البيت الأبيض) يُصْدر كتابًا بعنوان: [فناءُ الغرب]، وذكر أسباب هذا الفناء القادِم وهي كلّها أسبابٌ أخلاقية صِرفة أبرزها الشّذوذ، والمثْلية، والمخدّرات، وتفكّك الأسرة؛ وهذا الكتابُ لم يَلْقَ رواجًا، لأنّ وسائل الإعلام الفاسدة والمضلِّلة لا تريد دعايةً لهذا الكتاب، لأنّها تؤيّد الفسادَ الأخلاقي وتسير في رَكْبِ السّياسيين المنحطّين الذين ابتُليَتْ بهم بعضُ الأمم، وإنّكَ لتجد مثلاً سياسيًا بغيضًا يُدْعى [بلينْكين]، كلّما زار دولاً إلاّ وسأل عن وضْع المثْليين، وأوصى بهم، وألحَّ على حلّ مشاكلهِم، والعمل على تقبّلِهم داخل المجتمع..
في سنة (2008)، زار الرئيسُ الفرنسي الأسبق [ساركوزي] (روسيا)، وكانت له مقابلة أجراها مع الرئيس الروسي [بوتين]، وتطرق [ساركوزي] خلال هذه المقابلة إلى عدة قضايا مثل قضية المحروقات، وقضية الشّيشان، وغيرها، ولكنّه ركّز في آخر قضاياه، على قضية (الـمِثْلية) وأنّ الشّواذ مُضْطَهدون في [روسيا]، وبمجرّد أن سمع [بوتين] قضية الـمِثْلية، حتى احمرّ وجهُه، وانتابه غضبٌ شديد وقال للرئيس [ساركوزي] بصوتٍ حادّ: [اُخرُج من مكتَبي، لقدِ انتهتِ المقابلة قَبل أن آمر بإلقاء القبض عليك]، وتركهُ ودخَل بعنف إلى مكتبٍ آخر، وخرجَ [ساركوزي] مذهولاً، ومضطربا، وكأنه في حالةِ سُكْر، ولم يجِدْ ما يقوله للصحافة، وخرج وامتطى طائرتَه خوفا من اعتقاله في [روسيا]؛ ومعلوم أن أسرًا فرنسية تَظاهرت أمام سفارة [روسيا] مُطالبة [بوتين] بالتّدخل لإنقاذ الأسرة الفرنسية من التّفكّك بسبب الـمِثْلية التي صار لها قانونٌ يَحميها في [فرنسا]، ومعلوم أنّ [بوتين] لم يكُن يصافح [أُوباما]، بل كان يَحتقره ولا يَلتفتُ إليه، لأنّه سمَح بالشّذوذ في حاملات الطائرات، وفي البحرية الأمريكية، وهو ما انتقده حتى الرئيس [ترامب] نفسه وسخَر منه؛ ومنذ سنة، زار رئيس عربي قَصْر [الإليزيه]، وألقى كلمةً قال فيها إنّه يحبُ الاستجابة إلى أوامر الله عزّ وجلّ، فأجابه [ماكرون] قائلاً: [نحن لا نؤمن إلاّ بالإنسانية وقيَمِها الكوْنية]، نحن نسأله: [عنْ أية قيم تتحدّث، وبأية إنسانية تؤمِن وهي تعجّ بالشّذوذ والـمِثْلية التي تَهوي بها إلى ما دُون الحيوانية؟!]..
لما زار الرئيس الأمريكي [بايدَن] السعودية وبصحبته وزير الخارجية [بلينْكين]، وخلال مؤتمر قمّة [جدّة]، تُليَت آية قرآنية تقول: [إنّا خلقناكم من ذكرٍ وأُنثى] الآية، وبها أرادوا سدَّ الطّريق أمام [بايدن] و[بلينكين] وكِلاهُما يُدافع عن الـمِثْلية والشّذوذ الجنسي؛ ومؤخّرًا، بعدما نزلتْ شعبية [بايدن] إلى الحضيض، وتدنّت إلى مستوى غير مسبوق، أراد أن يلمّع صورتَه، فاغتال [الظّواهري] في قلبِ [كابُل] في [أفغانستان]، وقتل رجلاً شيخًا، وطريحَ الفراش، لم يعُدْ يزاول أيَّ نشاط وانفضّتْ مِن حوْله كلّ عناصر [القاعدة]، ومع ذلك لم يَكُن لاغتيال [الظّواهري] أيّ تأثير على الشّعب الأمريكي الذي اجتاحه وباءُ [جُدَري القرود]، وسبحان الله، لقد تطوّرتْ [إنفلوانزا الخنازير] حتى أصبحت [كوڤيد ــ 19]، والآن جاء [جُدري القرود]، والخنزير والقرد حيوانان مَذْمومان وملعونان في القرآن الكريم وفي الإنجيل؛ و(جُدري القرود) سيفْشي في مجتمعات تفشّت فيها الـمِثْلية والشّذوذ والانحرافات الجنسية حسب ما ذكرتْه تقاريرُ طبّية وعِلمية.. فمشكلة الإنسانية اليوم، ليست مشكلةً مادّية، بل مشكلتُها أخلاقية وهي البُعد عنِ الله عزّ وجلّ، فإذا كانتِ الإنسانيةُ تريد النّجاةَ من هذا الفناء وهذه الكوارث، فما عليها إلاّ أن تتصالحَ مع ربّها وخالِقها وتَعْرض عن دعاة الفساد، ومنظمات التّخريب، ولوبيات هدْم العروش، وبهذا فقط، سيرحمها الله عزّ وجلّ..

Exit mobile version