Site icon أشطاري 24 | Achtari 24 – جريدة الكترونية مغربية

كوبا تطالب الجزائر بنصف مليار دولار أو طرد متدربي البوليساريو لديها

لم تسعف تطمينات عبد المجيد تبون، الرئيس الجزائري، لكوبا وتخفيف فوائد الديون التي عليها، من الانتظار أكثر فيما يتعلق بأداء مستحقات هذه الدولة اللاتينية، التي في ذمة النظام الجزائري، نظير تدريبات تقوم بها لمجندي جبهة البوليساريو الانفصالية، وهددت كوبا بطردهم بعد عدم قيام النظام العسكري الجزائري بدفع الاشتراكات المستحقة عليه والتي تقدر بـ 450 مليون دولار.
وحسب مصادر مطلعة على الملف فإن هذا المبلغ المالي هو نظير الفواتير المتراكمة المرتبطة بعمليات التدريب والتكوين التي استفادت منها وفود البوليساريو التي أرسلها النظام العسكري الجزائري إلى كوبا.
وبحسب المصادر نفسها، فإن التهديد الكوبي المذكور يشير إلى أزمة سياسية جديدة وحقيقية بين آخر معاقل الشيوعية في أمريكا اللاتينية وآخر الأنظمة العسكرية في المنطقتين العربية والمتوسطية.
وكانت العلاقات المغربية الكوبية مقطوعة منذ عام 1980 نتيجة هذا الدعم الذي تقدمه كوبا للبوليساريو، وكانت العلاقات عادت بين البلدين سنة 2017، بعد زيارة خاصة قام بها جلالة الملك محمد السادس إلى كوبا، وكان المغرب صوت في الأمم المتحدة ضد الحصار الأمريكي لهذه الجزيرة.
والعلاقات بين كوبا والبوليساريو هي من نتائج الانحياز الذي مارسه المعسكر الاشتراكي ضد المغرب الذي اختار الليبرالية الاجتماعية نمطا في الحكم، ورغم تخفيف وجود البوليساريو في كوبا فإن التداريب ظلت مستمرة، خصوصا وأن النظام العسكري الجزائري يعتبر المزود الرئيسي لهافانا بالنفط، وبأسعار تفضيلية، والأسعار التفضيلية ليست سوى رشوة تقدمها الجزائر.
ولم تعد العلاقات بين كوبا والجبهة الانفصالية على نفس المنوال مما كانت عليه، حيث لم يكن يحاسبها أحد، وبمجرد المطالبة بأداء ثمن فاتورة التدريبات أو الطرد يعني أن هناك تحولا عميقا قد يأتي بشكل نهائي على هذه العلاقة.
وكان النظام العسكري الجزائري دخل سنة 2022 في مفاوضات، تم تسريب معطيات عنها، مع كوبا، قصد تزويد البوليساريو بتقنيات حديثة يطورها باحثون من هذا البلد، وقيل حينها إن هذا الموضوع كان على طاولة المباحثات خلال زيارة الرئيس الكوبي، ميغيل دياز كانيل برموديز، للجزائر.

Exit mobile version