أعلن فوزي لقجع، رئيس الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، أن التتويج بلقب كأس أمم إفريقيا لم يعد مجرد طموح أو هدف رياضي، بل “أصبح أمراً غير قابل للنقاش”، مؤكداً أن جميع مكونات المجتمع المغربي، من مسؤولين وجماهير وإعلام ولاعبين، مطالبون بالوقوف صفاً واحداً خلف المنتخب الوطني لتحقيق هذا الإنجاز المنتظر.
جاء ذلك خلال لقاء مفتوح جمعه بصحافيين ورياضيين، صباح الخميس 19 يونيو 2025، بمركب محمد السادس بسلا، بحضور الناخب الوطني وليد الركراكي وأعضاء طاقمه، حيث قال لقجع بلغة حازمة: “لقب إفريقيا تأخر كثيراً، ونحن اليوم أمام فرصة تاريخية يجب ألا نُفرّط فيها، خاصة وأن كل الظروف اللوجيستيكية والميدانية يتم إعدادها بعناية فائقة لاحتضان أفضل نسخة في تاريخ البطولة”.
ولم يُخفِ لقجع أن غياب الكأس القارية عن خزائن الكرة المغربية منذ 1976 شكّل عبئاً نفسياً وتاريخياً على الأجيال المتعاقبة، لكنه شدد على أن “الوقت حان لكسر هذه العقدة”، مبرزاً أن الدعم الجماهيري والإعلامي هو ركيزة أساسية في طريق النجاح، قائلاً: “اللاعبون والمدربون بحاجة إلى الإحساس بأن الوطن كله خلفهم، من مدرجات الملاعب إلى صفحات الجرائد، مروراً بمناطق المشجعين وحتى داخل المنازل”.
في ما يشبه الرد العملي على الأصوات المشككة، طمأن رئيس الجامعة الرأي العام بأن أغلب ملاعب البطولة باتت جاهزة، حيث تم الانتهاء من أشغال الصيانة والتجهيز في ملاعب الدار البيضاء، مراكش، أكادير، وفاس، في انتظار اللمسات الأخيرة على مركب مولاي عبد الله بالرباط وملعب طنجة، المرتقب افتتاحهما رسمياً خلال شهر شتنبر.
وأضاف لقجع: “نحن لا نتهيأ فقط لكأس إفريقيا، بل نستعد أيضاً لكأس العالم 2030، والمغرب اليوم يقدم نفسه كنموذج قاري في البنية التحتية الرياضية بفضل كفاءات وطنية خالصة، وهذا مصدر فخر للجميع”.
وفي بادرة غير مسبوقة، دعا لقجع الإعلاميين إلى مرافقة الجامعة في “قافلة ميدانية” لزيارة الملاعب ومراكز التدريب والفنادق ومناطق المشجعين في مختلف المدن، حتى يطلعوا بأنفسهم على سير الأشغال والجهود المبذولة، مشدداً على أن “الشفافية والمواكبة الدقيقة هما السبيل الأفضل لمواجهة أي مغالطات أو شكوك”.
في ختام كلمته، حرص لقجع على وضع التحدي في إطاره القاري والدولي، معتبراً أن نجاح المغرب في تنظيم كأس إفريقيا سيكون بمثابة اختبار حاسم لقدراته على احتضان كأس العالم 2030 بالشراكة مع إسبانيا والبرتغال.
وقال بنبرة واثقة: “القارة الإفريقية نظّمت نسخة واحدة فقط من المونديال في مئة سنة، ونحن اليوم نحمل هذا الحلم مجدداً، ليس كمجرد بلد مضيف، بل كقوة قارية قادرة على رفع التحدي وتمثيل إفريقيا بأفضل وجه”.
وفي انتظار انطلاق العد التنازلي لكان 2025، يبدو أن الجامعة وضعت النقاط على الحروف: لا وقت للتشكيك، ولا مجال للتقاعس… الهدف واضح، والموعد قريب.