Site icon أشطاري 24 | Achtari 24 – جريدة الكترونية مغربية

لماذا تزداد حدة التوتر خلال رمضان؟ بين الأسباب النفسية والاجتماعية

مع حلول شهر رمضان، يتطلع الكثيرون إلى أجواء روحانية تملؤها الطمأنينة والتآخي، لكن في المقابل، يشهد هذا الشهر ارتفاعًا ملحوظًا في حالات التوتر والعصبية بين الناس.

في المنازل، أماكن العمل، وحتى في الشوارع، تتصاعد المشاحنات، وأحيانًا تتحول إلى مشادات عنيفة.

فهل يعود ذلك فقط إلى الامتناع عن الطعام والشراب، أم أن هناك عوامل أخرى تلعب دورًا في هذه الظاهرة؟

“رمضان يغير تصرفاته.. لم يعد كما كان!”

تتحدث سمية، وهي زوجة في منتصف الثلاثينيات، عن التغير الذي يطرأ على زوجها خلال شهر الصيام: “عادةً ما يكون هادئًا ومتزنًا، لكنه في رمضان يصبح سريع الانفعال، وأي نقاش بسيط يمكن أن يتحول إلى مشكلة كبيرة”.

هذه ليست مجرد حالة فردية، بل تعكس ما يشعر به الكثيرون خلال هذا الشهر، حيث تصبح بعض الأمور البسيطة مصدرًا للنزاع والتوتر.

ما الذي يسبب هذا التغير في المزاج؟

تتعدد الأسباب التي قد تفسر هذا التوتر، ويأتي الصيام في مقدمتها. فالتغيرات الجسدية مثل انخفاض مستويات السكر في الدم، اضطراب النوم، وقلة استهلاك الكافيين، قد تؤدي إلى تقلبات في المزاج.

ومع ذلك، لا يمكن إلقاء اللوم على العوامل البيولوجية وحدها، إذ تلعب الضغوط الاجتماعية والاقتصادية دورًا مهمًا في تأجيج هذه العصبية.

في رمضان، يواجه البعض تحديات مالية إضافية بسبب ارتفاع المصاريف، بينما يجد آخرون صعوبة في التأقلم مع تغيير روتينهم اليومي.

بالإضافة إلى ذلك، فإن ازدحام الأسواق، ضغط العمل المتزايد قبل الإفطار، وارتفاع درجات الحرارة قد تجعل الأجواء أكثر توترًا.

هل يمكن التعامل مع هذا التوتر بفعالية؟

بدلًا من ترك الغضب يفسد روحانية الشهر، يمكن اعتماد استراتيجيات تساعد على ضبط النفس وتخفيف التوتر، مثل ممارسة الرياضة الخفيفة، تنظيم ساعات النوم، والحرص على نظام غذائي متوازن.

كما أن تعزيز ثقافة التسامح وضبط الأعصاب يمكن أن يسهم في الحد من المشاحنات اليومية.

في النهاية، رمضان ليس مجرد صيام عن الطعام والشراب، بل هو اختبار للصبر والتحكم في الذات.

فهل يمكننا استغلاله لتحسين سلوكنا وعلاقاتنا، أم سنسمح للضغوط اليومية بأن تطغى على قيمه الحقيقية؟

Exit mobile version