Site icon أشطاري 24 | Achtari 24 – جريدة الكترونية مغربية

لن تجد كالمغرب الفذ أرضا ولو زرت العالم طولا وعرضا

لكبير بلكريم
يواصل المغرب والمغاربة ملكا وشعبا تقديم الدروس والعبر وتبديد الجهل عن عيون من لا يعرف لا ثقافة هذا الشعب وتاريخه وروحه، بمناسبة أزمة الزلزال الذي ضرب عددا من أقاليم المغرب، هبت كل شرائح المجتمع المغربي من شرقه إلى غربه، ومن شماله إلى جنوبه للتضامن مع الساكنة التي أفجعها الزلزال في أقاربها وممتلكاتها.
تضامن كل المغاربة من أموالهم ودمهم، ووقتهم وانطلقت القوافل من كل حدب وصوب لنجدة متضرري الزلزال لدرجة أن تضامنهم خلق فائضا كبيرا ولم يتخلف أي مغربي أو مغربية حتى المقيمون في أقاصي الأرض بدول المهجر شكلوا بدورهم مجموعات ونظموا أشكال تضامنهم من وراء البحار لمساعدة أشقائهم المتضررين من الزلزال.
نعم هب الشعب المغربي بكل مكوناته ليرسل إشارة للعالم أنه شعب وحدوي ويد واحدة وراء جلالة الملك، وقادوا قوافل تضامنية عفوية لنجدة ومساعدة المتضررين في المناطق المنكوبة، وأعطت هذه الصورة ملحمة جديدة من التلاحم المجتمعي الذي حصد الإشادات من مختلف بقاع العالم.
ثقافة التضامن والتكافل، متجذرة وعريقة في نفوس المغاربة ورثوها أبا عن جد، وأن المغربي لا يتوانى لمساعدة والتضامن مع ضحايا سواء زلازل أو فيضانات أو حريق، ليهبوا تلقائيا لتقديم المساعدة وهذا يعبر عن الانتماء وعن المشترك والإحساس الجمعوي، والمشترك بين كل المغاربة.
وما الزلزال إلا مناسبة لتقديم الدروس والعبر، ليعرف العالم الأفكار والعلائق التي تشكل اللاشعور الثقافي لدى المغاربة، وهو قديم وأصيل ونموذجي حقا في تربية المغاربة.
فاجأ المغاربة العالم بحملة تضامنية غير مسبوقة انطلقت من كل المدن والحواضر والبوادي في اتجاه المناطق المتضررة من مخلفات الزلزال، عكست روح التضامن مع الضحايا، وعرفت المراكز التجارية الكبرى ومحلات البقالة، على امتداد التراب الوطني، تهافتا منقطع النظير لاقتناء كل ما يلزم لمساعدة المتضررين من الزلزال على مواجهة المأساة والحد من تداعياتها.
وتشكلت لجان ومبادرات وشبكات من المتطوعين بالأحياء والدروب في المدن والقرى بشكل عفوي، بالتنسيق مع السلطات المعنية ووحدات التدخل المتخصصة، من أجل جمع التبرعات والمساعدات المالية والعينية التي شملت الخيام والأسرة والأغطية والملابس والمواد الغذائية والطبية والأدوية ومياه الشرب، وإيصالها إلى هؤلاء المتضررين في القرى المتضررة، وتلت هذه التبرعات حملات التبرع بالدم التي عرفت إقبالا شديدا حتى حصل الفائض من الدماء المتبرع بها. وشوهدت قوافل الشاحنات وهي تغادر مناطقها للحاق بالقرى المتضررة في مشاهد ستصبح جزءًا من التاريخ الاجتماعي للكوارث الطبيعية في المغرب المعاصر. وكان لافتا، ودالا في الآن نفسه، حجم التضامن الشعبي مع الضحايا الذي انطلق من جميع المدن المغربية.
وكانت عيون عناصر الوقاية المدنية والأمن الوطني والقوات المسلحة الملكية والدرك الملكي، لا تنام ليل نهار لإنقاذ الضحايا، ونقل الجثث وإخراج من كان حيا تحت الركام بدون تهاون أو تخاذل بنفس أبية ورباطة جأش، بقلب وروح منكسرة تحسرا على الضحايا.

Exit mobile version