Site icon أشطاري 24 | Achtari 24 – جريدة الكترونية مغربية

مؤتمر مراكش، دعوة إلى جعل الحوار بين الأديان هدفا مشتركا

كرس المغرب الذي كان على الدوام أرض تعايش بين المسلمين واليهود والمسيحيين، نفسه منذ قرون كفاعل محوري، باحتضانه المؤتمر البرلماني للحوار بين الأديان، وهو مبادرة حصيفة جمعت البرلمانيين، والقادة الدينيين، وممثلي المجتمع المدني، من أجل اقتران الأقوال بالأفعال وجعل الحوار بين الأديان هدفا مشتركا وغاية نبيلة.

وأكد المشاركون في المؤتمر الذين ينحدرون من مختلف بقاع العالم، ويمثلون أطيافا سياسية وعلمية وعقدية متعددة، أهمية اقتران القول بالفعل من أجل التصدي للمحاذير التي من شأنها تقويض أسس التعايش والحوار البنائي ن بين الديانات.

وقد حملت مضامين الرسالة الملكية السامية التي وجهها صاحب الجلالة الملك محمد السادس إلى المشاركين في المؤتمر ، أجوبة شافية على هذا الصعيد ، حيث أكد جلالته أهمية إحداث آلية مختلطة، ينسق أعمالها الاتحاد البرلماني الدولي “وتسعى إلى جعل الحوار بين الأديان هدفا ساميا مشتركا بين مكونات المجموعة الدولية”، لافتا جلالته إلى أنه ينبغي الدفاع عن هذا الهدف في المحافل الدولية، واعتباره أحد معايير الحكامة الديموقراطية في الممارسة البرلمانية، ومن مؤشرات احترام التعددية والتنوع الثقافي”.

وفي هذا السياق، تمت الإشادة بهذا الاقتراح المستنير لجلالة الملك من قبل عموم البرلمانيين المشاركين، حيث أكد رئيس الاتحاد البرلماني الدولي، دوراتي باتشيكو، عزمه الانكباب على تجسيد مقترح جلالة الملك بشأن إحداث آلية مختلطة، تنسق أعمالها هذه الهيئة البرلمانية.

وأبرز أن “إنشاء هذه الآلية داخل الاتحاد البرلماني الدولي، والذي يضم 46 ألف نائب برلماني من 108 دولة حول العالم لمناقشة سبل تعزيز مجتمع أكثر تسامحا، يمكن أن يشكل حصيلة قيمة جدا لمؤتمر مراكش”.

وإضافة إلى إحداث هذه الآلية التي أوضح السيد باتشيكو أنها ستتخذ شكل لجنة دائمة للنظر في القضايا ذات الصلة بالأديان، استطاع مؤتمر مراكش أن يجمع للمرة الأولى في تاريخ الإنسانية، رؤساء برلمانات، ونوابا برلمانيين، وقادة دينيين، وممثلي المجتمع المدني، وخبراء، من أجل إعمال نقاش بناء وتقاسم الممارسات الجيدة لمواجهة الأسئلة الرئيسية التي تعوق تحقيق تعايش مستدام، مع بلورة خارطة طريق بخصوص الأنشطة المستقبلية المشتركة.

هكذا، شكل المؤتمر منعطفا تاريخيا في درب النهوض بالحوار بين الأديان عبر اعتماد حوار براغماتي بين مختلف مكونات المجتمع الإنساني بغرض العمل بشكل موحد والالتفاف حول أهداف نبيلة مع الإسهام في تمنيع الإنسانية من وعثاء المعاناة والفرقة. فالتقاء الإرادات الحسنة، وتظافر جهود القادة الدينيين والبرلمانيين والفاعلين الجمعوييين سيكلل لامحالة باعتماد سياسات من شأنها كبح منحى التقهقر الخطير للوعي البشري.

كما أن مراكش التي احتضنت قمة المناخ العالمية “كوب22” حول التغيرات المناخية سنة 2016، وشهدت توقيع المعاهدة الدولية المتعلقة بتيسير ولوج الأشخاص المكفوفين ومعاقي البصر إلى قراءة المطبوعات سنة 2013، وإحداث منظمة التجارة العالمية سنة 1994، تعزز من ثمة، تاريخها الحافل بإنجاز جديد يتعلق بمؤتمر يجعل التشريع في خدمة الوفاق، والتسامح، والتعايش.

هذا ما أكده البرلمانيون المشرعون وممثلو شعوبهم، إضافة إلى القادة الدينيين، والخبراء المرموقين، الذين جددوا التزامهم بتعزيز الحوار بين الأديان والثقافات، كخطوة حاسمة

Exit mobile version