Site icon أشطاري 24 | Achtari 24 – جريدة الكترونية مغربية

ماذا حقق المحافظون خلال 14 عاما من الحكم في بريطانيا؟

اتسمت الأعوام الـ14 التي قضاها المحافظون في الحكم في المملكة المتحدة، باضطرابات عديدة تمث لت في خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي والتقصير في مكافحة جائحة كوفيد والأزمة الاقتصادية والفضائح، فتركت قسما كبيرا من الشعب البريطاني فقيرا ومحبطا .

بعد خمسة رؤساء حكومات محافظين، ثلاثة منهم في العام 2022، ت ظهر استطلاعات الرأي أن حزب العم ال سيكون الرابح الأكبر في الانتخابات التشريعية المقر ر إجراؤها في الرابع من تموز/يوليو، بحيث بات شبه مؤكد لزعيمهم كير ستارمر الذي ينتمي ليسار الوسط أن ه سيصبح رئيسا للوزراء.

من جهتهم، يعترف المحافظون بقيادة ريشي سوناك بهزيمتهم من الآن، وإن بفتور، مناشدين الناخبين عدم تقديم “غالبية ساحقة” لحزب العم ال.

غير أن ثقة الناخبين تبد دت إلى حد أن الحملة الانتخابية لن تغي ر شيئا .

تبخ رت هذه الثقة منذ برنامج التقش ف في العام 2010 (في أعقاب الأزمة المالية في العام 2008) “التي أضعفت الخدمات العامة بشكل دائم”، وفقا لتيم بايل أستاذ السياسة في جامعة كوين ماري في لندن.

واضاف بايل “بعد ذلك، كان خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، والوعد بتنفيذ هذا الخروج، للعودة بعد ذلك إلى القضايا التي يهتم بها الناس، مثل الاقتصاد والصحة والتعليم والأمن. لكن هم (المحافظون) فشلوا تماما في الوفاء بوعودهم”.

وضع الاستفتاء على خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي في العام 2016 (52 في المئة صو توا بنعم، 48 في المئة صو توا بلا) حد ا لرئاسة ديفيد كاميرون (2010-2016) للوزراء، خصوصا أن ه أراد بقاء بريطانيا في الاتحاد، فاستقال لتخلفه تيريزا ماي (2016-2019) التي لم تتمك ن من إقناع مجلس العموم بالتصويت على هذا الطلاق المعق د الذي تم التفاوض عليه مدى أشهر مع بروكسل، الامر الذي اضطرها ايضا الى الاستقالة.

بعد ذلك، جاء بوريس جونسون (2019-2022) وحق ق خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي في العام 2020، لكن حكمه تعث ر بسبب جائحة كوفيد (أكثر من 232 ألف حالة وفاة) التي قل ل البداية من أهميتها، ما أدى إلى بطء في التصدي لها. وأد ت فضيحة الحفلات التي أقامها في داونينغ ستريت أثناء فترة الإغلاق، وأكاذيب أدلى بها، إلى استقالته في تموز/يوليو 2022.

وفي هذا الإطار، قال بايل إن “عدم تحقيق نتائج، بالتوازي مع تقويض بوريس جونسون لسمعة الحزب في ما يتعل ق بالنزاهة، وتقويض ليز تراس لسمعتها عندما تعل ق الأمر بالصدقية الاقتصادية، أد ت إلى الحالة المزرية التي يجد حزب المحافظين نفسه فيها”.

وكانت ليز تراس (6 أيلول/سبتمبر-25 تشرين الأول/أكتوبر 2022) قد مت بعيد وصولها إلى السلطة، خط ة إنعاش تعتمد على تخفيضات ضريبية هائلة ممو لة بالديون، في سياق ارتفاع التضخ م وأزمة الطاقة التي تفاقمت بسبب الحرب في أوكرانيا. غير أن هذه الخطة أثارت ذعرا في الأسواق. وقد أد ى ذلك إلى استقالتها بعد 44 يوما على توليها منصبها، ليحل محل ها ريشي سوناك.

خلال أشهر، تعاقبت الإضرابات (الصحة، النقل، عم ال البريد، المعل مون…) احتجاجا على ارتفاع تكاليف المعيشة.

وبعدما وصل التضخ م إلى نسبة 11 في المئة، انخفض إلى 2,3 في المئة على مستوى سنوي. غير أن الراتب الحقيقي، مع أخذ التضخ م في الاعتبار، بات مشابها لمستوى رواتب العام 2010.

Exit mobile version